العالم اتسع على قضايانا -عربا ومسلمين- فلقد أصبحنا متحكمين في تشكيل صورته القادمة، كما أنه منحنا ، ودون أن يدرك، دورا لنشغل حيزه الفارغ من ذاته. 

عندما نطالع مفرزات الإعلام الغربي، سنجد حضورنا العربي فيه لا كسابق ما كان عليه قبل عشرين أو ثلاثين عاما. ليس الأمر منوطا بما هو أفضل أو أسوأ بالأمس أو اليوم في هذا الحضور؛ إلا أن ثمة اتجاها متصاعدا نحو الاعتراف بأن ما يحدث في عالمنا العربي سينعكس ولا شك، إما اقتصاديا، أو اجتماعيا، أو على الأقل ، فكريا في جهد العالم نحو تشكيل ذاته المستمرة. 

ربما ، نحن اليوم، بالنسبة للآخر ، لاجئين، أو مدانين بجرائم إرهابية، أو عمالة متدفقة عبر الحدود، أو سائحين لترويج بضاعته، المهم أننا بشكل أو بآخر، صرنا نقدم له شيئا يجعله مستمرا في الإنتاج، ولم نعد أعدادا من كوكب يمكن إهمال آلامها أو متاعبها. 

وعودة إلى عنوان التدوينة: العالم أصغر من أشيائه، فإن العالم ما هو إلا السيناريو الذي تلعب عبره الأشياء أدوارها، لكن من يضع السيناريو ومن يحرِّك الأشياء:  هو الإنسان الذي يشعر بأن كل ما حوله يخصه، وبما أنه يخصه فهو ذو قيمة، وما يحاول أن يتقنه - هذا الإنسان- هو كيف يضيف قيمته على الأشياء، ومن ثم على العالم. لذلك فالعالم أصغر من إنسانه أيضا.