🎪زاد الحاج بعد الحج^°•
أكمل المسلمون أداء مناسك أحد أهم الشعائر التعبدية في الإسلام؛ تلك العبادة التي شرعت منذ أن وضع إبراهيم قواعد البيت وأذّن في الناس بالحج لا تزال سرًّا يستلزم الوقوف عنده.
وعندما نتأمل آيات الحج(°) في كتاب الله العزيز نرى التركيز منصبا على غايات تلك الشعيرة العظيمة ووسائل الوصول إليها.
👈🏽 إنّ أول الوصايا القرآنية التي ركزت عليها الآيات -وهي في الوقت ذاته الغاية- الوصية بالتقوى؛ فجاء الأمر صريحا بتقوى الله في معرض الحديث عن أعمال الحج من خلال فعل الأمر [اِتَّقوْا] (البقرة: 203،196) [اِتَّقوْنِ] (البقرة: 197) أو باعتبار (التقوى) زادا للحاج بل هو خير زاد قبل الشروع في هذه الشعيرة العظيمة وعند الانتهاء من تأدية كل منسك [وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى] (البقرة: 197).
👈🏽وإلى جانب الأمر بتقوى الله جاء الحثّ على ذكر الله مقرونا بتأدية مناسك الحج (فَاذْكُروا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُروهُ كَما هَداكُمْ) (البقرة: 198) (وَاذْكُروا اللهَ في أَيّامٍ مَعْدوداتٍ) (البقرة: 203) وكذا الاستغفار وهو ذكر (ثُمَّ أَفيضوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِروا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ ) (البقرة: 199) ونجد أن الأمر بذكر الله لا يقف عند ذلك بل يتعداه إلى ما بعد انقضاء المناسك (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُروا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) (البقرة: 200).
👈🏽إن تلازم هذين الأمرين-الأمر بالتقوى والأمر بذكر الله- في التجمع الإسلامي السنوي الوحيد والأكبر لا ينبغي أن يمرّ علينا مرورا عابرا فثمة رسالة إصلاحية يهدف الله من خلال تشريعه لفريضة الحج أن تصل، بها يُصلِح الفردُ نفسه ليَصْلُحَ به مجتمعُه؛ فتقوى الله وذكره منبّهان يوقظان كل غافل فإذا ما أدمن الحاجّ ذكر الله ولزم تقواه تعالى في تلك العرصات كان حريّا به بعد الحج أن لا يقدم على أمر إلا تذكر عواقبه كيف لا يكون كذلك والله تعالى يسوق -بعد آيات الحج التي تحدثتُ عنها مباشرة- صفات لأصناف من الناس كانوا رهائن غفلاتهم (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)(البقرة:200) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)(البقرة: 204 - 206).
وفي مقابل ذلك أصناف من الناس من ألزموا أنفسهم ذكر الله وتقواه (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(البقرة:201 - 202) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة: 207)
فالخروج مستفيدا من هذه العبادة العظيمة في تسيير أمور حياتك الدينية والدنيوية منوط باكتسابك ما أشرتُ إليه، فمن أيّ الصنفين أنت؟!
🌹سعيد بن راشد الخصيبي
(°)سورة البقرة الآيات من 196 إلى 207
●°○•●°○•●°○•●°○•●°○•●°○
✨البرج .. الحقيقة والثقة↑☝
لتصلك رسائل واتس آب البرج📨 الثقافي أرسل (أشترك)📲 لـ91279992