بقلم حسام السندنهورى
ــ أن يتميز المخرج و الفنان /خالد جلال بالذكاء الفنى فهذا ميزة و ليس عيباً. ففى مسرحيتة الجديدة "سينما مصر"استطاع الفنان /خالد جلال ان يجمع ما بين فكرته التى يريد ان يُعبر عنها فى مسرحيته الجديدة على مركز الابداع الفنى بدار الاوبرا المصرية و التى تعرض حاليا بالمركز و ما بين ميزة اتاحة الفرصة للمواهب الجديدة فى ان تعبر عن موهبتها الفنية على المسرح و ذلك دون ان تتعارض فكرته مع ما يتميز به خالد جلال من انه يقدم المواهب الجديدة على خشبة مسرح الابداع الفنى.
ولكن للاسف يعيب ولكنه لا ينقص من قدر المجهود الكبير الذى بُذل فى العمل المسرحى هذا انه من المفترض ان تكون قد شاهدت فيلم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة "الليلة الاخيرة" و اعتقد ان هذا الفيلم قليل العرض فى القنوات التلفزيونية او الفضائية و ان الاجيال الجديدة غالبا لم تر هذا الفيلم خصوصا انه من انتاج عام 1963م.
و الحقيقة ان حبكة المسرحية معقدة مابين الفكرة الاساسية للعرض المسرحى و ما بين الفقرات التى تعبر عن الفكرة و ما بين اسكتشات الفقرات الفنية للمواهب الشابة الماخوذة من العديد و الكثير من الافلام المصرية و لكن الخط الرئيسى لفكرة العرض هو فيلم الليلة الاخيرة لفاتن حمامة او نادية التى تعود لها الذاكرة و تحاول استعادة نفسها و ذاتها وسط التحديات التى تواجهها. و للاسف الكثير شاهد العرض المسرحى و تناولة من منظور الاسكتشات فقط و التى اعتقدوا ان المسرحية هدفها تقديم تلك المواهب عبر اداؤهم للشخصيات الفنية المصرية عبر مقتطفات و مشاهد من افلامهم ، و ارجح ان هذا الامر راجع لان غالبية المشاهدين لم يشاهدوا فيلم الليلة الاخيرة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة و انا واحد منهم بالرغم من ان الفنان خالد جلال حاول توضيح فكرة الفيلم بل و العرض ايضا الا ان المشاهدين جُذبوا للاسكتشات و بعدت عنهم فكرة العرض الاساسية نتيجة لطول الاسكتشات حيث اخذت مساحة كبيرة من العرض المسرحى بل وقد تكون قد طغت على الفكرة الاساسية للعرض المسرحى و التى يجب ان تكون ذات مساحة اكبر للتعبير عن الفكرة الاساسية للعرض.
وهذا يضاف الى سلبيات العرض فكان من المفروض ان يتم عمل تلخيص سينمائى للفيلم بشكل مركز قبل بداية العرض المسرحى مع الشرح للايضاح للفيلم الذى يعتبر هو الخط الاساسى للعرض المسرحى فلا يوجد حل سوى ذلك.
وما حدث هو مجرد عرض لقطات متفرقة للفيلم قبل العرض المسرحى على سبيل التذكير و نسى المخرج انه قد يكون هناك من لم يشاهد الفيلم مع ايضاح من المخرج معتمدا على اننا شاهدنا الفيلم مسبقا.
حتى لا يتوه المتفرج و المشاهد للعرض بين الفيلم و الاسكتشات و اعتبار المشاهد المسرحية المتعلقة بالفيلم هى مجرد اسكتشات ضمن اسكتشات العروض الفنية للعرض المسرحى.
ولكن بالرغم من كل هذا فبالرغم من تلك التداخلات ما بين الفيلم و الاسكتشات الا انه كالعادة استطاع الفنان /خالد جلال ان يرسم البسمة على وجوه المتفرجين و انتزاع التصفيق من بين ايديهم نظرا لاعجابهم بالاسكتشات و بالمواهب الجديدة التى عودنا الفنان خالد جلال ان يقدمها لنا كل فترة على مسرح مركز الابداع الفنى.
هذا وقد صرح الفنان خالد جلال بعد انتهاء العرض انه كل فترة سيتم ادخال بعض التعديلات على العرض ووذلك على سبيل التطوير كما اعتقد.
فاتمنى ان يتم افساح المزيد من التعبير عن الفكرة الاساسية للعرض و المقتبسة او الماخوذة من فيلم الليلة الاخيرة و ذلك حتى تتضح الفكرة الرئيسة اكثر و لا ياخذ البعض العرض المسرحى على انه مجرد تقديم اسكتشات للمواهب الفنية الجديدة على خشبة المسرح.
فالفكرة الرئيسية جيدة و قوية و معبرة عن مضمون قد نعانى منه الان من وجود تحديات تواجهها مصر سواء على الصعيدين الداخلى او الخارجى،مما يترتب عليه ضرورة اتاحة المزيد من المساحة الزمنية فى العرض لايضاح الفكرة التى لا يستطيع ان يفهمها الا المثقف العالى ثقافةً و بعض من كبار الفنانين او ممن شاهدوا الفيلم الليلة الاخيرة منذ فترة قصيرة و ليست بعيدة وذلك حتى يستطيعوا ان يربطوا ما بين فكرة العرض المسرحى "سينما مصر" و مابين فكرة فيلم الليلة الاخيرة.
اما عن الاسكتشات و التى اخذت نصيب الاسد من احداث المسرحية فهى فرصة جيدة لاتاحة الفرصة للمواهب الشابة للتعبير عن مواهبها عن طريق مخرج مبدع.