في خضامِ هذا الحياة، التي وُصفت إنصافاً وإحقاقاً "دُنيا"، حينَ تمرُّ عليك الحوادث فُرادى وجَمعاً، ما كنت لتخطئها ولا كانت لتخطئك، وحدَك إلا من نورٍ قذفه الله في قلبك، ليكونَ أُنسك ومُستراحك، لكنّه قلبك يا ابن آدم، أجوف! ما طلب الهدى من غير الهادي حتى ضاقت عليه سُبُله، وما إن أبصر بنورٍ من الله رأى 

هو السائر بنور الله وحده من يجدُ في الدنيا غيرَ الدنيا، وفي الناس غيرَ الناس، وفي الوِجهة غيرَ الوجهة، وفي الأُنس غيرَ الأُنس، يا لطولِ الرحلة، وصعوبةِ المورد وقلة الزاد، نوّر علينا بصائرنا لنرى بنورك يا الله ما عجزت عقولنا عن إدراكه.