اتوقع ــ و العلم عند الله سبحانه و تعالى ــ ان تشهد الجمهورية المصرية العربية ثورة قادمة ستحدث فى مدة اقصاها 2020 م .
وان لم يستجب الرئيس السيسى لمتطلبات هذه الثورة قبل ان تحدث سيكون هو اول ضحاياها و ليس آخرهم . فالبعض يعتقد متوهما ان الشعب المصرى من الشعوب التى تستطيع ان تحيا بالماء و الخبزوحده دون النظر الى متطلبات الحياة الاخرى كالمتطلبات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية الخ.
وستطالب اول ما تطالب به هذه الثورة هو اعادة الامور الى نصابها و الفصل بين السلطات و التى اختلط فيها الحابل بالنابل.
و مع احترامى الكامل لراى و مقولة الرئيس السيسى " بان ما حدث فى 25 يناير لا يمكن ان يتكررمرة اخرى " . الا اننى اعتقد بان كل مقدمات لها نتائج و لكل ثورة مقدماتها فاذا ما حدثت تلك المقدمات كانت النتائج التى توجب حدوث الثورة و اذا ما اردنا ان نمنع حدوث ثورة فعلينا ان نعالج مقدمات و اسباب حدوثها اولا بالاساليب العملية و العلمية و يترتب على ذلك عدم حدوث الثورة و ليس العكس فلا يمكن ان نتخيل علاج خاطىء لاسباب الثورة و ننتظر عدم حدوثها.
و ما يعيشه و يعانى منه المجتمع و الشعب المصرى الان هو ارهاصات و مقدمات لثورة قادمة. و قبل ان اتطرق واتوغل فى الحديث احب ان اقول و اكرر مقولة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر زعيم الامة العربية و افريقيا من انه قد ذكر بعد قيامة بثورة 23 يوليو العظيمة من انه كان لا ينقصه شىء قبل قيامه بالثورة.
و الهدف من ذكر تلك المقوله هو ان عبد الناصر كان لديه مركزه المحترم فى الجيش المصرى و كان له راتبه الذى كان يوفر له الحياة الكريمة و سيارتة و منزلة و عائلتة اى انه كان لا يعانى مما كان يعانى منه المجتمع المصرى انذاك من ظلم و فساد سياسى و اقطاع الخ. و بالرغم من ذلك قام هو و الضباط الاحرار بالثورة العظيمة التى غيرت مجرى التاريخ فى مصر و العالم العربى و افريقيا بل و الدول النامية.
و ما اريد ان استخلصه من كلامى هذا هو ان من يعتقد ان الشعب المصرى يحيا بالخبز و الماء فهو خاطىء لانه شعب حضارى اقام حضارتة منذ فجر التاريخ.
فالشعب المصرى و ان كان صامت حتى الان على قرارات رفع الاسعار و ما يعانى منه الشباب من بطالة و عدم وجود فرص عمل حقيقية سواء فى الحكومة او القطاع الخاص والذى اصبحت الوظائف فيه ايضا بالواسطة و ذلك بالنسبة للوظائف المحترمة فى القطاع الخاص الذى يستطيع من خلالها الشاب ان يُكَون نفسة و يفتح بيت و يتزوج و ينجب و يصرف على اسرته .
الا ان هذا الصمت مقرون بنتائج ينتظرها الشعب المصرى فى تحقيق حياة افضل له و لاسرته فلا وجود لحياة برلمانية حقيقية حيث مجلس نواب لا يعبر عن الشعب بل يعبر عن سياسات الحكومة و اقرار سياساتها و اهدافها فى المزيد من الاستمرار فى السلطة ناهيك عن عدم اذاعة جلسات البرلمان كما كان يحدث بعد ثورة يناير المجيدة حيث كان الشعب يتابع جلساته حتى على المقاهى فى الشارع اما الان فلا حياة لمن تنادى فالشعب لا يعلم ماذا يحدث بالبرلمان و يتفاجأ بالقوانين و القرارات المنفذة لسياسات الحكومة و ليست تحقيقا لرغبات الشعب فى تحقيق حياة كريمة له.
حتى الصحافة فى مصر ساكتفى بسؤال واحد الا و هو من يقرأ صحف الان فى مصرو التى يستطيع من خلالها ان يعرف الشعب ما يحدث فى بلاده مجرد صحافة حبر على ورق.
اما عن الحياة السياسية و الحزبية فى مصر فحدث و لا حرج و خلاصة القول لا احزاب و لا حياة سياسية فى مصر و لكم فى المخرج خالد يوسف عبرة حيث تم اخراج السيديهات من الادراج لمجرد انه عارض التعديلات الدستورية . و بالرغم من اننى ممن قالوا نعم للتعديلات الدستورية و موافق على التمديد و انتخاب الرئيس السيسى لفترة ثالثة الا اننى ارفض تمام الرفض ما حث مع المخرج المبدع خالد يوسف و الذى افتقدتة السينما المصرية و العربية بسبب موقفه المعارض من التعديلات الدستورية و اعلن تضامنى الكامل معه و ارفض تورط الحكومة و سكوتها على محاسبة المتسبب فى نشر هذه الفيديوهات.بالاضافة الى تهديد النائب هيثم الحريرى واضطهاد النائب /احمد طنطاوى فهكذا يتم التعامل مع الاصوات المعارضة فى حياتنا السياسية وبالرغم من كونهم نواب برلمان فما بالكم بالمواطن العادى؟.
فالاحزاب التى هى عماد الحياة السياسية معظمها باستثناء القليل منها عبارة عن مجموعات شللية يربطها المصالح فيما بين اعضائها اما من لا يملك غير ذلك فلا مكان له فى الحزب.
اما عن الاقتصاد فى مصر فالمواطن المصرى فى مصر يعيش ببركة دعاء الوالدين كما يقول المصريون فى كلامهم فلا نهوض بمستوى الدخل التى تلتهمة زيادة الاسعار و التنمية التى تتحدث عنها الحكومة لا يشعر بها المواطن وذلك مثل مؤتمر الشباب الذى عقد فى العاصمة الادارية الجديدة فى الثلاثين من يوليو 2019 فكل الشباب نوابغ و ناجحون و نحن الفشلة الخائبون فالمؤتمر لم يشهد مشاركة واحد من الشباب الذى يعانى من البطالة او من الظروف الاقتصادية الصعبة فكل المشاركون جهابذة و عباقرة ونحن الفاشلون فقط بسببنا وليس بسبب سياسات الحكومة . مثل اوائل الثانوية العامة التى تصر الحكومة على ان يكون الاوائل من الطبقات الفقيرة حتى تسكت الالسنة التى تنتقد نظام الثانوية العامة او مستوى و صعوبة الامتحان . و مثل ان يكون الدورى للاهلى فليس من المعقول ان نزعل كل هذه الجماهير للنادى الاهلى و كيف يخسر الاهلى الدورى فى ظل رئاسة الخطيب له. اشياء سلبية تزيد من الاحتقان لدى الشارع المصرى.
ونعود فنقول ان الثورة الصامته التى تشهدها مصر الان و لم تنفجر حتى هذه اللحظة من الممكن ان تنفجر فى اى وقت ،و نضيف فنقول حتى الفن الذى كان بعض الفنانين يعبر من خلالة عن امال و طموحات الشعب المصرى لم يعد كذلك فلا سينما و لا مسرح و لا دراما وخير دليل مستوى الدراما الرمضانية هذا العام2019 و التى نالت غضب الشعب بكل تقدير و السينما التى اصبحت التذكرة ب 45 و 35 جنية و بالرغم من ذلك افلام دون المستوى اما المسرح فلا يوجد اساسا مسرح و كل ذلك بسبب عدم وجود حرية راى او حرية تعبير فى المجتمع المصرىوبسبب الواسطة و الشللية و الكوسة فى الفن فى مصر .
اعرف ان حالنا افضل من غيرنا خصوصا انه لو استمر الاخوان او عادوا للحكم لن نجد رغيف الخبز او قطرة ماء.
ولكننى من هنا احذر من هذه الثورة القادمة و التى سيستثمرها الاخوان و اعداء الدولة المصرية و التى ستقضى على الاخضر و اليابس فى مصر ان لم يقودها الرئيس السيسى وذلك بتحقيق مطالبها واهدافها و ذلك قبل ان تقع الكارثة .
واهم هذه المطالب و الاهداف:-
1/اطلاق الحريات و على راسها حرية الراى و التعبيروسيادة القانون .
2/الفصل بين سلطات الدولة و عدم تدخل المؤسسات فى شئون بعضها البعض.
3/برلمان يعبر عن ارادة و راى الشعب و ان تذاع هذه الجلسات علناو مباشرة فنحن لسنا اقل من اسرائيل التى لديها قناة الكنيست.
4/صحافة حرة لا قيود عليها سوى القانون مع ملاحظة تغيير قوانين الصحافة الحالية المقيدة لانشاء الصحف.
5/ اقامة حياة سياسية سليمة تقوم على حرية تاسيس الاحزاب حتى لو وصل عددالاحزاب ل 1000000 حزب فى مصر فلا ضرر من ذلك و البقاء للاصلح.
6/ حل مشكلة البطالة باى شكل من الاشكال و باسرع وقت ممكن و عدم تنفيذ فكرة بدل بطالة لانها مسكنات و ليست علاج ويجب اقامة المشروعات والمصانع و اتاحة التعيين فى الوظائف الحكومية و ليس عقود مؤقته كما يحدث.
7/ايجاد حل للمسجونين فى قضايا الارهاب و السياسة لانهم لو خرجوا للمجتمع كما هم سيكونون قنابل موقوته تهدد امن و سلامة المجتمع. وذلك اما بتاهيلهم فكريا و سياسيا و عقد تفاهمات و اتفاقات سياسية بينهم و بين الحكومة و ذلك قبل خروجهم من السجن و من يرفض يبقى فى السجن.
8/البحث عن دعاة ووعاظ دينيين جدد متواكبون مع حداثة العصر و اعطائهم فرصة الخطابة و لا يشترط ان يكونوا خريجوا الازهر الشريف.
9/البحث فى اساليب اقتصادية جديدة يشعر من خلالها المواطن بتحسن فى حياته الاقتصادية و المالية او على اقل الفروض فى تحسين الخدمات التى يشعر من خلالها المواطن بفائدة الاصلاحات الاقتصادية.
10/ الحرية ثم الحرية ثم الحرية و التى ستتقدم من خلالها الفنون و الثقافة و الصحافة الى كافة المجالات.
و اختم فاقول الشعب المصرى لن يحيا بالخبز و الماء فقط.