اختتم أستاذنا العقاد المحاضرة التي هي فحوى هذا الكتاب بسؤاله الذي جاوب عنه: هل كان إمامنا رضي الله عنه فيلسوفًا أو متصوفًا؟
فلعلنا نستطيع أن نجيب قائلين: إنه كان قدوةً للفلاسفة، ونموذجًا من نماذج التفكير الرفيع، نتعلم منه أن للفلسفة أداة لا تتم بغير قسط من التصوف؛ لأن التصوف قدرة على انتزاع النفس من المألوف، وتلك قدرة لا يستغني عنها الفيلسوف المفكر ولا الفيلسوف الحكيم.
إن هذا الكتاب حقًا رائعًا؛ لكنه معقد بعض الشيء من حيث التناول، فكنت أرجو أن يفرد أكثر ويبسط.
ولكن عند قراءتك هذه العشر -عشر صفحات-، ستعرف الغزالي الفيلسوف والإمام والمعلم والغيور على الدين، وستعرف كيف كان يفكر، وستعرف فوائد الخُلوة، وستعرف كثيرًا من أمور الفلسفة الشائكة، ستحصل على تجربة فلسفية رائعة، ورأيًا صوابًا، وردًا على أكاذيب الفلاسفة القدامى.
ما لم يعجبني دفاع الأستاذ عن التصوف، ولكن لو كان التصوف حسب ما وصف فحسب، فلماذا لا يكون العالم كله متصوفًا!