Image title
كيفية قراءة انواع الكتب المختلفة

يقع الجزء الثالث من الكتاب في٧ فصول كل منها يتحدث عن قسم من أنواع الكتب والطريقة المثلى لقرائته.

أولا: الكتب التطبيقية

الكتاب التطبيقي هو الكتاب الذي يقتضي القيام بفعل بعد قراءة الكتاب فهو يحتوي علي قواعد, فرضيات أو اي نوع من التوجيهات العامة التي يمكن ان تطبق في ظروف خاصة من نفس النوع, واي شخص يحاول ان يستعمل هذة الكتب يجب ان يطبق هذة القواعد علي الحالات الخاصة وبالتالي علية أن يمارس حكمتة العملية في أداء ذلك العمل, وبتعبير اخر علي القارئ نفسة ان يضيف أشياء من عندة ليجعل تطبيق القاعدة ممكنا في النطاق العملي.

الكتب التطبيقية تقع ضمن مجموعتين اساسيتين, مثل كتب عن تعليم الطبخ أو مثل هذا الكتاب عن كيفية القراءة الفعالة , أما النوع الاخر فهي التي تهتم بالمبادئ التي تولد القواعد ومعظم الكتب القيمة في الاقتصاد والسياسة والاخلاق هي من هذا النوع.

لقراءة هذا النوع من الكتب عليك ان تسال نفسك سؤالان : 1) ما هو هدف الكاتب من الكتاب  2) ما هي الوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الهدف, ولتقرأ ذلك النوع بعقلانية عليك ان تعرف :

  •  مفردات الكتاب الرئيسية.

  • الافتراضات والمناقاشات التي يعرضها الكاتب لتكشف خطابيتها.

  • القي الضوء علي الفقرات التي تستعمل كلمات المشاعر.

هناك نقطة أخري هنا تستوجب البحث, أن طبيعة المشاكل التطبيقية ومزجها بالخطابية في كل الكتابات التطبيقية حيث تكون شخصية الكاتب ذات تأثير في كتاباتة, فمن أجل أن تفهم وتحكم علي دراسة أخلاقية أو سياسية أو مناقشة اقتصادية فانك يجب أن تعرف شيئا عن شخصية الكاتب وحياتة وعصرة.


ثانيا: الأدب التخيلي و القصص والمسرحيات والقصائد

كل نص كتابي لة طريقة في القراءة, والاعمال الادبية زاخرة بافكارها التي تعرض باشكال عدة فهناك النص الادبي الفلسفي واخر الذي يقدم المعلومة وثالث يقدم التسلية.

من أهم فوائد قراءة القصص والروايات أنها تتيح لنا بعرضها مشهداً من مشاهد الحياة أن نتأمل في صحائف من حياتنا فنسخر من غباوة الغبي ونضحك من جهالة الجاهل ونتحرز من مزالق الرذيلة، ووسيلة العرض في القصة أو الرواية تؤثر في الناس أكثر من النصح المباشر، لأنها تتسرب إلى الحس من غير استئذان أو تنبيه.

ومن فوائد الرواية أيضاً أنها تعرفنا على مكائد الحياة وتعرض لنا خبرات الآخرين كما تحفظ تاريخ وتراث الشعوب وثقافاتها وتعرفنا على تراث وثقافات الشعوب الأخرى وكل ذلك بأسلوب فني رائع ممتع، كما أن الرواية أو الحكاية يمكن أن تبقى في وجدان الشعوب والعامة لسنوات طويلة ويتناقلها أجيال عن أجيال ولكم في القصص الشعبية أكبر مثال حيث تقوم بتوصيل العديد ن المعاني والعبر في قالب فني ممتع. وفي رأيي أن أحد أهم فوائد قراءة الروايات والقصص إثراء الخيال، وعن الخيال يقول اينشتين انه أهم من المعرفة لأن المعرفة على كل ما نعرفه الآن أما الخيال فيشمل الكون كله وما لا نعرفه، ويقول توفيق الحكيم أنه وبالرغم أننا نعيش في عصر العلم إلا أن الأدب يقود العلم حيث يلهم خيال العلماء ليحاولوا تحقيق هذا الخيال.


"مهمة الرواية هي التعليم عن طريق التسلية، وما تعلمه إيانا هو أن نتعرف على مكائد الحياة”. _أمبرتو إيكو، فيلسوف وروائي إيطالي"


بعض النصائح لتستمتع بقراءة الاعمال الادبية

  • ابحث عن نوعية الروايات التي تحب

  • اختر كاتب الرواية الذي يقدم سرد جيد للحبكة

  • اقرا ملخص عن الرواية بصورة تشويقية

  • اقرا الرواية في المساء

  • يفضل ان تكون وحيدا

  • حاول ان تتخيل اجواء الرواية


ثالثا: التاريخ

الماضى هو مرجع البشرية الأول لفهم الحاضر وصنع المستقبل، والتاريخ هو ديوان ذلك الماضى الذى يحمل خفاياه. وقد يكون التاريخ أمينا أحيانا وقد يكون غير أمين، وقد يكون كاملا فى قضايا وقد يكون ناقصا فى أخرى، وقد يكون صادقا في بعض ما يروى وقد يكون كاذبا فى البعض الآخر، لا يستثنى من ذلك أى قسم من أقسامه أو فرع من فروعه. سيكون بلا شك فالتاريخ يكون عن طريق التدوين أو النقل الشفهي عن مصدر أساسي موجود في الفترة التي يتم التأريخ لها، ومن هنا فإن قراءة التاريخ توضح لنا أن عملية التزييف من الممكن ان تحدث، ولذلك فان علينا اثناء قراءة التاريخ مراعاة بعض النقاط التالية :

1) القراءة من مصادر متعددة

لو افترضنا بأنك تبحث عما حدث في حقبة معينة، هذه الحقبة ستجد بها العديد من وجهات النظر، وكل مصدر يدون التاريخ أحيانًا كثيرة حسب وجهة نظره، وبالتالي فإنه عليك أن تفتح لنفسك المجال لتقرأ من أكثر من مصدر حتى تتعرف على الصواب والخاطيء. وبالتالي فإن قراءة التاريخ من مصدر واحد حتى ولو كان صحيحًا، سيجعل هناك العديد من الأمور الناقصة في ذهنك، والتي لا بد وأن تكملها بأن ترى الموضوع من جميع الجوانب.

2) البحث عن الحقيقة لا عن ما يؤيد الراي الشخصي

في أوقات عديدة نجد أن هناك من يقرأ التاريخ ليجد ما يؤيد موقفه الشخصي، وبالتالي لا يهتم إن كان ما يقرأه صحيحًا أو لا، بل كل ما يهمه الانتصار لموقفه الشخصي. وقد يتحول هذا الشخص بعد ذلك إلى ناقل للتاريخ، فيتداول الناس ما يقوله بينهم، وبالتالي يشارك في تزييف التاريخ.

3) عدم الاكتفاء بحقبة واحدة من التاريخ

من أكثر الجمل التي يعرفها من يحب قراءة التاريخ بأن المنتصر هو من يدون التاريخ. وبالتالي من غير الصحيح أن تقرأ التاريخ في حقبة هذا المنتصر فقط، بل عليك أن تعود إلى ما قبلها، وأن تذهب إلى ما بعدها، وتقرأ ما كتبه هؤلاء عن هذه الحقبة، أما إن اكتفيت بحقبة واحدة فهنا تحدث عملية تزييف التاريخ.

4) تتبع المصادر التاريخية

عندما تقرأ في كتاب أن فلان قال شيئًا ما، فهذا لا يعني أنه قاله حقًا، لذلك يجب عليك في أثناء قراءة التاريخ أن تقوم بتتبع المصادر التاريخية، حتى تتأكد من أن ما تقرأه صحيحًا وحدث بالفعل، وكم من كتبٍ موجودة في وقتنا الحالي بدون مصادر تاريخية صحيحة، لكن البعض يتعامل معها على أنها صواب.

5) التأني في اختيار مصدر التاريخ

عندما تقوم باختيار مصدر التاريخ عليك أن تكون متأكدًا قدر الإمكان بأنه مصدر صحيح للتاريخ، سواء الثقة في صاحب المصدر، أو وجود مراجع موثوقة، ولذلك من الخاطيء مثلًا أن تعتمد على فيلم يعرض في السينما على أنه مصدر يمكن من خلاله قراءة التاريخ بشكل صحيح، فهذه النوعية من الأفلام تركز أكثر على الحبكة الدرامية دون الاهتمام بذكر المعلومات بشكل صحيح 100 % لو أن هذا سيؤثر على الحبكة.

وبالتالي فإن الاعتماد على هذه الأفلام كمصدر تاريخي قد يؤدي إلى تزييفه. كل هذه المشاهدات تثبت أنه ربما يتم تزييف التاريخ على القاريء الذي لا يجيد التعامل مع التاريخ بشكل جيد، ولا يعرف كيف يحلل ما يقرأ، وكيف يقبل الصحيح، وكيف يرفض الخطأ. وعملية قراءة التاريخ ليست عملية مستحيلة، بل تحتاج فقط إلى التعامل مع الأمور بكل منطقية، وهنا يأتي دور التفكير النقدي.

6) التفكير النقدي ودوره في قراءة التاريخ بشكل صحيح

  • التفكير النقدي يعني القدرة على التفكير بوضوح ومنطقية وفهم الربط المنطقي بين الأفكار.
  • التفكير النقدي يتطلب استخدام قدرتك على التفكير والإدراك، فتكون متعلم نشط أكثر منك متلقي للمعلومات والأفكار التي يتم تلقينها.
  • المفكرون النقديون يميلون إلى طرح الأسئلة والافتراضات، أكثر من قبولهم للموجود، ويحاولون معرفة هل الأفكار والحجج والنتائج الموجودة تعبر عن الصورة الكاملة، أم هناك أشياء أخرى غير موجودة.
  • المفكر النقدي يقوم بحل المشكلة بتعريفها وتحليلها بمنهجية وموضوعية، ثم إيجاد الحل المناسب، ولا يعتمد على الحدس أو الغريزة هنا.
  • ومن هنا يمكننا رؤية التأثير الواضح للتفكير النقدي في قراءة التاريخ حيث أنه يضعك في الطريق الصحيح، من خلال طرح الأسئلة والافتراضات، والبحث عن الحقيقة وتحليل المصادر الموجودة دون أي تدخل لوجهات النظر الشخصية في الموضوع، وكذلك البحث عن الحقيقة الكاملة.

وبالتالي فإننا نرى مما سبق أن هذه هي الأشياء المطلوبة من أجل عملية قراءة التاريخ فأنت ستكون قادر على إيجاد الترتيب المنطقي للأحداث، وتبعد التناقضات من الأمر، حتى تصل إلى الحقيقة او جزء منها علي الاقل في النهاية.


رابعا: العلوم والرياضيات

في بدايات القرن التاسع عشر كانت تكتب كتب العلوم بلغة يفهمها عوام الناس لكن اليوم تغيرت طريقة كتابة كتب العلوم واصبح من الصعب جدا قرأتها إلا من اصحاب تخصص ذاك العلم.

*اذا كيف يستطيع عامة الناس قراءة الكتب العلمية في زمننا الحالي؟

يجيب الكاتب بأن ما تستطيع فعله هو فهم المحتوى العام للكتاب العلمي كذلك فهم أسباب الظواهر العلمية وكيف استطاع العلماء حلها وتكتفي بذلك.

الكتب العلمية هي الاوضح في القراءة حيث لا توجد فيها أراء او فن.

هناك صعوبتان رئيسيتان في قراءة الكتب العلمية وهي كالتالي:

1) أن النظريات العلمية طويلة جدا ومن الصعب إثباتها

2) أن الكتب العلمية تحتوي على الكثير من المعادلات الرياضية

*يخاف الكثير من الناس من صعوبة حل المعادلات الرياضية، ولكن الكاتب يرى أنه يمكن فهم الرياضيات كأي لغة من لغات العالم حيث كل ما تحتاج لفعله لفهمها هو تحفظ قواعدها وتفهم رموزها.

*بما أن الكتب العلمية هذه الايام مليئة بالمعادلات الرياضية فمن الضروري فهم الرياضيات لفهم الاوراق البحثية العلمية.


خامسا: الفلسفة

*كيف تقرأ كتب الفلسفة:

مثلما يطرح الأطفال الأسئلة، الفلسفة تتمحور حول طرح الأسئلة الصحيحة.

فما هي الأسئلة التي يطرحها الفلاسفة؟

1) الأسئلة الوجودية: الحياة والتغيير والحرية و الجنس وكذلك المعرفة.

2) أسئلة الاخلاق(الصواب و الخطأ): تتمحور حول معرفة ما هو الخير و الشر

*كتب الفلسفة تكتب لكي يفهمها الإنسان العادي بخلاف الكتب العلمية و الرياضية

*الفرق بين الكتب العلمية والفلسفية هو أن الأخير لا يمكن إثباته بالوسائل التجريبة بخلاف النظريات العلمية.

*أنواع الكتب الفلسفية:

1) كتب المناقشات والمناظرات: افلاطون،ارسطو، وسقراط

2) الكتب البحثية: كالفيزياء الطبيعية و السياسة و الشعر و غيرها

3) الكتب التناقضية: تستخدم لدحض نظرية ما.

4) ترتيب الفلسفة ومحاولة إثابتها في القرن السابع عشر على كل من ديكارت و اسبنوزا.

5) كتب الحكمة

*كيف تقرأ الكتب الفلسفية؟

الكتب الفلسفية تتمحور حول إجابة أسئلة ما، لذلك يتوجب على القارئ أن يحلل طرق الفيلسوف في وصوله للإجابات وفق قواعد التفكير المنطقي، كذلك التأكد من تاريخ الفيلسوف وخلوه من الدجل والخداع.


سادسا: العلوم الأجتماعية

يشير مصطلح العلوم الاجتماعيّة إلى أي فرع من فروع العلوم الذي يتعلّق بالسلوك الإنساني والذي يشمل جوانبه الاجتماعيّة والثقافيّة، ويستخدم أحياناً للإشارة إلى علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، وعلم الاقتصاد، والتاريخ، والقانون، وغالباً يضم الجغرافيا الاجتماعيّة والاقتصاديّة, وتعتبر العلوم الاجتماعيّة ذات أهميّة كبيرة في جميع مجالات الحياة.

 تدرس العلوم الاجتماعيّة العلاقة بين الأفراد في المجتمع، لذلك فهي تعتبر (علم العلوم) لقدرتها على تقديم النظرة الثاقبة حول كيفيّة عمل كل من العلوم الأخرى والابتكارات وتزويد علماء الاجتماع بكل من المهارات التحليليّة والتواصليّة اللّازمة في الصناعات والمنظّمات، وتساعدهم في حل أكبر القضايا في العالم التي لها آثار جسيمة على المجتمع مثل جرائم العنف والطاقة البديلة والأمن السيبراني، فما يميّز علماء الاجتماع أنهم يمتلكون المهارات اللّازمة لرؤية العالم بشكل مختلف، بالإضافة إلى قدرتهم في العثور على المعلومات التي قد يفوّتها الآخرون.

وفي الحقيقة فان قراءة العلوم الاجتماعية يكتنفة بعض الصعوبة لانة عبارة عن مجموعة متنوعة من المجالات المختلفة والمتنوعة ولذلك فقرائتة سوف يستخدم فية اساليب القراءة المذكورة سابقا بحسب موضوع الكتاب.


في الجزء القادم ان شاء الله نستكمل القسم الرابع والاخير من الكتاب وهو يتحدث عن اخر مستوي من القراءة.