1341510962_7394_hobbies

      أحد أهمّ أسباب السّعادة، هو أن تعيش اللحظة الحاضرة، دون أن تفكّر بحُزنٍ في اللحظات الماضية، أو أن تحمل همّ المُستقبل.

ونحنُ في وقتنا الحاضر، نُسابق الزّمن ونركض وراءه، يضيع جزءٌ كبير من أوقاتنا في التفكير بالماضي، أو المستقبل، ومع انفتاح العالم التقني، وكثرة شبكات التواصل الاجتماعيّة، أصبحنا نعيش أوقاتٍ كثيرة في تشتّت ذهني، وتوتّر عصبي، فكثرة تلقي المعلومات في وقتٍ واحد، وتشتت التفكير في عدّة مجالات في نفس الوقت، هي مشكلة هذا العصر!

       فما رأيك الآن أن نُوجد طريقة تُعيد فيه لنا التوازن النّفسي، وتزيد من تركيزنا على اللحظات الحاليّة، ولو لساعات معدودة، ونُفرّغ فيها القلق والغضب، وهي من متع الحياة، ومصدر للتفاؤل وتجديد الطاقة والنشاط؟

      إنّها مُمارسة الهوايات والأنشطة التي نُحبّها، سواءَ كانت هوايات ذهنية كالتأليف، وتعلم اللغات، والقراءة والبحث، واستخدام البرمجة، أو الهوايات الفنيّة، كالرسم والخط، والتطريز، والتمثيل، والأعمال الفنية، والتصميم، أو كانت الهوايات البدنيّة، كالرياضة، وغيرها الكثير. وكل فردٍ منّا لا بدّ له من هوايةٍ أو أكثر إما أن تكون مصاحبة له منذ طفولته، أو أن يكون قد اكتشفها متأخرًا.

       ولا تقتصر فوائد الهوايات، على تفريغ القلق والغضب، وكونها مصدرًا للنشاط فقط، بل إن فوائدها عديدة، ومنها:

       1/ إشغال الوقت بما يُسلّي وينفع، يُبعد الإنسان عن البحث عن المعاصي والتفكير فيها.

       2/ تركيز الدماغ على الفكرة الحاضرة لبعض الوقت، مما يؤدي إلى إبعاد العقل عن التفكير في المشاكل ومسببات القلق والتوتر، يمكن ادخار جزء من الوقت للتفكير بالهوايات.

       3/ فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية، خاصة مع أشخاص صالحين يشاركوننا ذات الهواية والمُيول.

       4/ تزيد من شعور الاستراخاء في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجيّة في العمل.

       5/ تُعزز الهوايات من تقدير الإنسان بذاته، وتزيد من شعور الثقة بنفسه.

       6/ تزيد من نسبة التركيز الذهني؛ لأنّها تمرّن الدماغ وتُعزز نشاطه، ووظائفه الإدراكية كالذاكرة.

       7/ تساعد على تعزيز جهاز المناعة بالذات فيما يتعلق بالأنشطة البدنية، والتي تساعد من الحفاظ على السيطرة على بعض الأمراض المزمنة.

       8/ ممارسة الهوايات، نوع من أنواع علاج التوتر والقلق والغضب،

       9/ الإحساس بقيمة الوقت.

       10/ التخلص من العادات السيئة، والخمول، والكسل.

       11/ وسيلة لكسر روتين الحياة مما يجدد التفكير والنشاط والإبداع.

       12/ الهوايات فرصة للتعلّم والاكتشاف، والبحث.

       13/ قد توفّر الهوايات مصدر دخل إضافي، فكلنا رأينا العديد من الأشخاص ممن استغلوا هواياتهم، وجعلوها وظائف لهم، كالطبخ والتصميم و... وغيرها.

       وقد يرد السّؤال: ليس لديّ هواية، فماذا أعمل؟

       والجواب هو: ابحث، وجرّب. حتى تصل إلى ما تحبّ، ابحث في المجالات التي تميل إليها، ( البصرية – السمعية – حب الأدوات ) وجرب كل مرة، حتى تجد ضالّتك.

 وفي تجربة سابقة لي، فقد كنتُ أتمنى أن أمارس الخطّ، اشتريتُ الكثير من أدواته، ودخلت دورات في ذلك، لكنّني توقفتُ بعد أشهر من التجربة، منذ أن شعرتُ أنها أصبحت مهمّة وحِملًا يجب عليّ أن أنجزه، وهكذا تفتقد الهواية متعتها إذا أصبحت إلزامًا للنفس.

       لطالما سمعنا وقرأنا أنّ السعادة تنبع من ذات الإنسان، وليست من حالته المادّية، لكن أحد طرق السعادة، بعد طريق الله، هي التي تأتي من الاستغراق في الأعمال التي نحبّها، وأسعد النّاس من كانت هوياته عمله، وعمله هوايته.