مُنذُ أن اعتَنَقتُ الكتابة لَم أُجَرب أن أُدَوّن تاريخًا لِكُل صفحة ،إن ذاكرتي هي التاريخ؛تَحفظ وتُسجل كُل حدثٍ غَمرني،أَسَرَني،أواعتَصَرني،كُلّ حدثٍ بطريقةٍ ما حَرّضني على الكتابة فأنا أكتب حين يفيض الشعور، هذا الشعور الذي صنع لي هواية "جَمع المُذكراتأُكدّسها في غرفتي في أقرب نقطةٍ تَصِل إليها يدي؛خشية أن تُداهمني المشاعر على حين غفلة ،خشية أن امتَلِىء فتفيض حتى أفرغ من كُلّ ما يجعل منّي انسانة ،يُرعِبُني هروب الكلمات من على طَرف لساني ويُبكيني كُلّ عَجزٍ أصابني وأَسْكَتَ قَلمي،أنا لا أكتُب رغبةً في ذلكبَل لأنني أمتلك عاطفة طِفلٍ وعاشقٍ وأُمّ وإنسان ،يأسِره صباح يَكسره غُروب ويرمِمُ مشهد السماء اللامعة ليلًا أجنحته ،أكتبُ لأنني أشعر أكثر مِمّا يجب.