لا أفهمني .. لا أفهم هذا الإحساس الأجوف بداخلي ..
لا أفهمني حين أقعد الساعات أفكر فيّ وأحاول بجهد حل هذا اللغز الذي هو أنا ..
بين خافقيّ نبض لا أدري كنهه ، دقة : خليط من حزن وفراغ ، دقة : شوق جارف لإنجاز شيءما منسي ، دقة : ثمة وحشة تقتلع سعفي .. تجتذ جذوري وتعصف بالجذع الضئيل الغارق في الوحل والتراب والأرض المقفرة إلا مني !
أجهلني .. حينما تتداعى الذكر التي تمثل صفحات حياتي القصيرة جدا من عمر الزمان .
تتراءى لي طفلة تحلم ، وتمر بي أطياف مراهقة تكتب وتكتب وتكتب لكأنها قادرة على إعادة هيكلة الزمن إذما هي .. كتبت !
تتراءى لي الشابة ، التائهة أبدًا الساهمة دومًا الغارقة الآن والأمس والغد وكل الأيام الخالية من معنى الدقائق والساعات والقادمة في الطريق إليها !
أخافني .. حينما أدرك بغضب كم خذلت الطفلة الصغيرة الحالمة ..
أخشاني حينما أفهم برعب كيف أنه لامجال للتعويض .. ليس ثمة فسحة واحدة تشعرني بمباهج الإنجاز بعد الآن ، انتهت المدرسة.'، واختتمت فصول الحلم واهترأت الصحف كلها وانبرت الأقلام عارية مهزوزة خجلى من أحبارها غير المشحوذة،من هزالها الأحمق وثرثراتها الدفينة!
أتأملني وأتوقف بحياء ،ضعيفة.. متخبطة.. ، أرفع كفي أداري وجهي ... رجاء -سيدي-لا تواصل التحديق ، لا تواصل التحديق !
Sent from my iPhone