جلست في صمت وذهول .. على قارعة الأيام والسنين ..تُرعبني سرعة الزمان .. أعد الأيام أُحصيها بإِرْتِيَاع .. فإذا بها أعوام مضت .. انسابت مني سريعًا دون إنتباه مني .. وتركتني في ذهولي حائرة .. فما الزمن إلا بضعةٌ منا .. يرحل بعيدًا .. يتركنا لا نقوى على استرداده .. كم أريد أن أدون صمتي في عمق خفي .. لا يطلع عليه أحد .. أن أعيش في هذا الداخل الذي يبتسم ظاهرًا .. وباطنه يحترق حزنًا وشوقًا .. أجاهد لأُغض طرفي عن هواجس ترهقني .. أن أتجاهلها .. أغمض عيني فتملأني عن أخري .. بات هاجس الفقد جاثمًا على قلبي .. يطاردني .. كم أنا ضعيفة في وجهه .. أتأمل كيف نال الشيب من رأس أبي .. كيف غزا بياض الشيب لحيته .. أقرأ تعب السنين .. همومها .. أوجاعها في عينيه .. كم أريد أن أنتشل هذا الآلم من عينيه حتى لو اضطررت لِحَمله أنا داخل قلبي .. كيف أوهنته الأيام أصبح لا يمشي إلاّ متعكِّزًا .. ولا زال سندي وعوني وعضدي .. أنا أستند إليه بدونه أتعثر .. أبي الذي إنحنى ظهره لأستقيم أنا .. أبي الذي ملأت التجاعيد جلده ولا زال يُقيم جداري المُنقَض ..

أود حينها يا روحي لو أن العمر يُهدى .. كنت سأهديك كل عمري .. كل العمر ..