الحسم العسكري آم الدبلوماسية الشعبية التحدي المنتظر
استنادا إلى مقالتي السابقة التي تطرقت فيها إلى الدبلوماسية الشعبية من منطلق شريك بالحكم ضمن ائتلاف حكومي بعد لقاء فائز السراج والمشير خليفة حفتر في أبوظبي، لقاء كان يشمل أبعادا من العلاقات السياسية العسكرية في حل الأزمة الليبية.
لزالت الدبلوماسية الشعبية في ليبيا تشكل الرأي العام لتجنب الحسم العسكري، من زرع وغرس الاستقرار السياسي في الدولة الليبية بين كتلتين الشرق والغرب وهي وظيفة سياسية تعمل على تجنب ليبيا من الضياع والتهلكة والإبادة للمجتمع الليبي.
مفهوم يتناول التواصل والتبادل بين المصالحة في المصالح المشتركة وتكوين حكومة إتلاف موحدة تعمل على خروج ليبيا نهائيا من الدوامة التي أغرقت ليبيا في الصراعات سياسية دون العمل بالمشروع الدستوري.
أنها هي نفس الدبلوماسية الشعبية التي تعامل بها الجماعات المعنية بالمحاربة والاقتتال بالتوجه السياسي ووقف الحرب المتمثل في الحسم العسكري كما هو حالنا اليوم في ليبيا، حكومة مؤقتة في شرق البلاد وحكومة أخرى في غربها.
وجود جيش مسلح في الشرق وجيش أخر يطلق عليه الجيش الوطني التابع للقوات المسلحة العربية الليبية، وداخل سير هذه العملية الدبلوماسية الشعبية التي تعمل على الحد والتخلص من الحروب الأهلية والعمل على ممارسة العمل الديمقراطي التقليدي.
وباعتبار الدبلوماسية التقليدية أو الرسمية أي ( الدبلوماسية الكلاسيكية) تعمل على التواصل الرسمي بين دول العالم منذ القدم، نقول إن الدبلوماسية الشعبية تعمل على التواصل بين أبناء الوطن الواحد داخل المتجمع الليبي.
وكما تعامل مع الدول الخارجية بالتواصل وفك النزاعات وتحقيق المصالح المتبادلة وتفعيل السياسية الخارجية، كذلك تكون الدبلوماسية الشعبية بالمساهمة في فك النزاعات ومشاركة الشعب الليبي على القضايا المعاصرة محليا أيضا.
وفي هذه المقالة التي نتكلم فيها عن الدبلوماسية الشعبية والتي هي ليس بمبادة لحل النزاع بين الأطراف السياسية المتنازعة، لكن نعطي لها الدور في التعاطي بالقضية الليبية والمساهمة لتصبح مكملة للدبلوماسية التقليدية ولا يمكن الاستغناء عنها أو التقليل من أهميتها.
وبعد لقاء رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج في العاصمة الإماراتية أبوظبي المشير خليفة حفتر والذي كان المشير خليفة حفتر مبعد من العملية السياسية، ولكن بالرغم من ذلك جرى اللقاء بين الطرفين ولم تحرز نتائج أجابية في ذالك الوقت.
اليوم المشير خليفة حفتر تسيطر قواته العسكرية على القسم الأكبر من شرق البلاد ليفض بجيش القوات المسلحة العربية الليبية نفسه مرة أخرى على الساحة السياسية واقترابه من العاصمة الليبية طرابلس في محاولة لحسم المعركة عسكريا هذه المرة.
وهنا تزداد هذه أهمية الدبلوماسية الشعبية كلما زادت مكانة وحجم الانسداد السياسي والمقوضات بين الأقطاب السياسية المتنازعة عن وصل كامل للحول السياسية والعسكرية الشاملة،حتى توصف بالحلول السياسية والعسكرية بأنها تاريخية.
لقد تتعرض ليبيا إلى أطالت الانتظار وانفراجها بين الأطراف الليبية المتنازعة مع افتراق الاتجاهات بين الحسم العسكري ودخول العاصمة الليبية بالسلاح لضمان استقرار الأوضاع المدنية في البلاد من قوى الإرهاب ومن منع المرتزقة دخول ليبيا عبر الحدود المفتوحة .
قد نتعرض ليبيا لهزات في المصالحة الوطنية الشاملة أو افتراق الاتجاهات السياسية مع طول الخصام والتناحر، ولكن ما يتطلب منا الثبات على النهج الديمقراطي السليم في مستويات غير قابلة للتغير مشروع الوطن الواحد بحكومة أتلافيه تعمل من خلال الدبلوماسية الشعبية.
وعليه يجب علينا التحرر من العمل العسكري والاتجاه نحو وقف الحرب وعدم التحرك نحو الحسم العسكري في الوقت الراهن، ونترك للدبلوماسية الشعبية أن تأخذ نشاطها من الجهات الشعبية لكسب الرأي العام الليبي بعيدا عن التشنجات السياسية والعسكرية.
وعندما نطرح العمل هكذا نكون قد حققنا مكاسب جديدة لم نكن قادرين على تحقيقها في الماضي، لتعم فوائد جمة على المجتمع الليبي في الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومنها تفعيل العمل الإنساني بدل من العمل العسكري.
ليبيا بحاجة إلى علاقات صادقة بين أبناء الوطن الواحد بجهات موازية لها من كل المناطق الليبية والحصول على هذا التطور في العلاقات نحتاج إلى الدبلوماسية الشعبية التي تخلصنا من الصراعات بيننا وتمرير دستور وطني يحمي البلاد ويصون دور الحكومات المتعاقبة.
قد أكون مصيبا إذا شبهت عمل الدبلوماسية الشعبية بالدبلوماسية التقليدية الدورتين الدمويتين للإنسان العليا والصغرى في الدولة الليبية العصرية لتفعيل الحوار والنشاطات الشعبية بالمشاركة الفعالة الواسعة بين الجميع.
بقلم / رمزي حليم مفراكس