سأكتب عما أثقل قلبي، سأُفرغه هنا علّي أتعافى !
ما يُرهقني حقًا أني لم أستحب الدفاع على الانسحاب، أني استسلمت لهراءاته ولم أنبس ببنت شفة، أني وضعتني في موضع الضعيفة والمُخطئة، آه يا إلهي كم أنّ قلبي يتفطر حقًا أنا أتألم، أتألم بشدة، أريد أن أنتشل قلبي من صدري كي أستكين! أرتعب من أن أختلي بنفسي، ماذا لو آذيتني دون قصد ؟ من سينقذني ! من سيعلم ! لا أحد ..
ربما كان يتوجب علينا الفراق منذ مدة ولا حزن على ذلك لكثرة الأسباب، لم يجدر به أن يكتب لي ذلك المُوشح، ذلك الرصاص الذي رماني به في منتصف صدري، في قلبي بالتحديد، لست بريئة ولا أتصنّع المظلومية لكني لا أستحق كل ذلك، استحببت الصمت على أن أُلقي إليه بأسهمي، آثرته على نفسي وابتلعت كلماتي، نعتني بالكاذبة وبالخائنة !!! وضعت السكاكين على لساني وصمتّْ، بينما كنت أشكو إليه من ظلم الزمان ومرارة الأيام أتاني وبكل قوته يصفعني ليخبرني أنه مثلهم وأنه ليس استثناء كما زعمت سابقًا، ظلَمَني .. يا الله كم أنّ المظلوم يُعاني ويُعاني ويُعاني ف يثقل مع مرور الأيام ثم ماذا ؟ يسقط إلى أن يأذن الله بأمره..
كنت سأخبرك أني لم أستغل ضعفك تجاهي على العكس من ذلك تمامًا لطالما حاولت وسعيت بألّا تكون كذلك وأن تكون أقوى مني، وأني لم أستبدلك بحبٍ جديد كما زعمت، وأني لم أكن أنتظر هذه الفرصة لأخبرك بأننا انتهينا، وأني بنيت أحلامي معك، وأني تخيلت مستقبلنا، آمنت بنا وصدقتنا أننا سنكون للأبد لكن عن أيّ أبدية أتحدث ؟ أبقَيْت كل هذا الكلام في داخلي ك غصّة تأبى الزوال، تركته يتغلغل في قلبي بعدما قرأت تلك الحروف الطاعنة منك، لأني مهما كتبت وتكلمت وبررت لن يُغير ذلك ما اقتنعت به أنت، تركت يدي لكن ليس بسلام ! إنما مزقت أصابعي ثم بترت يديّ، حقًا لا أتمنى عودتك ولا رؤيتك ولا حتى مرور اسمك على مسمعي، ليتنا لم نتصادف .. ليت طرقاتنا لم تتقاطع .. ليتنا بقينا غرباء.
انتهى.
١٧ ذو القعدة، السبت.