من يستعرض التاريخ السوري الحديث، بعد أحداث “الربيع العربي” لا بد أن يتوقف عند حقبة الكأس المر، والتي سيطر فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحة جغرافية تعادل مساحة بريطانيا.
هذه الفترة غيرت مجتمعات كاملة، على الصعيدين الفكري والديمغرافي، وكي لا يهرب التاريخ منا، لابد من الوقوف عند تفاصيل هذه الحقبة ونرويها من الداخل، وندون انطباعات هذه الحقبة التي أصبحت من حق التاريخ لا من حقنا!.
يحتل المغاربة المرتبة الخامسة من حيث الجنسيات المتواجدة ضمن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بعد العراقيين والسوريين والتونسيين والسعوديين، حيث تصل أعدادهم إلى 1400 مقاتل، ويعهد إليهم بالأعمال المتعلقة بالتنظيم في عدة مستويات، بداية من العسكر ونهاية في دواوين التنظيم التي تقوم مقام الوزارات، فمنهم من يقوم بالأعمال التقنية كالاتصالات والإنترنت، ومنهم من يعمل بالإمامة والخطابة، إذ أن غالبيتهم متمكنون من العلوم الشرعية، فيعهد لهؤلاء بالمهام الإدارية مثل: ديوان الدعوة، والحسبة”، وقد وصل المغاربة إلى المناصب العليا في التنظيم، فعمل “أبو يحيى المغربي” نائباً للوالي، كما شغل “أبو أحمد المغربي” منصب القاضي في المحكمة الشرعية، وتعين “أبو عبد الرحمن المغربي” أميرا للدعوة في المساجد.
يتميز المغاربة بالغلظة، ولكنهم يتمتعون بحضور خاص ” كاريزما”، ويمتلكون شخصيات قوية ومؤثرة وذات هيبة، فلم تسجل بحقهم أية ملاحظات أو كما يقال في عرف التنظيم “نقاط سوداء”، كما حال بعض العناصر المهاجرة.
ويبدو أن التنظيم يعتمد “الجنسية” في فرز المقاتلين، ففي حين توكل مهام الإدارة والإمامة والحسبة للمغاربة، تؤول أغلبية المفخخات والعمليات الانتحارية إلى السعوديين على سبيل المثال.
المصدر : أزمات