إبراهيم العبيلان alobailan@

بعيدا عن تناول حسابات المصالح المادية في الحديث عن التدخل الروسي المباشر في سوريا والمتمثل في قواعد بحرية للجيش الروسي على المتوسط وعقود السلاح مع الجيش السوري فإن للتدخل الروسي في سوريا والذي يقوده بوتين ابعاد اخرى لازالت تشكل هاجس يزعج القيادة الروسية وهو انتقال شرارة الثورة السورية بنفسها الإسلامي الي المناطق الإسلامية المحيطة بروسيا مثل أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان فضلا عن الشيشان التي دخلها بوتين على طائرة حربية يقودها بنفسة تعبيرا عن انتصاره بعد ان سوى عاصمتها جروزني بالأرض بعد صراع مرير مع الثوار الإسلاميين

الرئيس بوتين ايضا وكأنه في تدخله العسكري المباشر في سوريا يريد ان يزيل من حلقه مرارة الهزيمة التي لحقت بجيشه في افغانستان ابان الحكم السابق في دولته والتي كانت تسمى الإتحاد السوفييتي فأراد ان يثبت للعالم ان حلفاء روسيا باقون تحت مظلتها حتى لو ذهب به الأمر الي تكرار تجربة جروزني في كل المدن السورية وأن اي نفس ثوري إسلامي ضد حلفاءه  يجب اخماده مهما بعدت مسافته حتى لاتمتد حرارته الي اطراف روسيا وهو الحريص كل الحرص على برودتها واحياء كنيستها الأورثوذكسية بعد عقود من التغييب في ظل الحكم الشيوعي .

التزاوج الروحي بين بوتين ورأس الكنيسة الروسية اعاد للكنيسة الأرثوذكسية علمها الكنسي الذي يقود المسيحية في الشرق وعزز انتماء كثير من الروس لكنيستهم وهذا مايفسر حماس القيادة الكنسية في دعم مشاريع بوتين العسكرية .

التدخل الروسي في سوريا حظي بدعم من الكنيسة وبطريركها مشاركينه نفس الهواجس اي الخوف من المد الثوري الإسلامي وتأثيره على اطراف روسيا بل والخوف من الداخل الروسي الإسلامي والذي يزيد عدده على العشرين مليون مسلم .

السؤال الذي يطرح نفسه

هل يحقق بوتين مراده في سوريا ام ينقلب السحر على الساحر فيكون التدخل الروسي في سوريا هو الجذوة التي تشعل اطراف روسيا فعلا فيبدأ الجهاديون اعمالهم في بعض الدول المحاذية لروسيا انتقاما من بوتين وجيشة ومحاولة لتكرار ملحمة افغانستان والتي مني فيها الجيش الروسي بهزيمة نكراء ولربما تكررت هذه الملحمة على ارض سوريا ايضا

لننتظر