في مشهد عاطفي بين هاري بوتر وسيريوس بلاك - the godfather of Harry Potter- بيقوله الناس يا هاري يا ابني مش مقسومين أخيار وآكلي الموت(أشرار يعني) ولكن كل الناس جواها نور وظلمة، وبعد كده قاله يا هاري أنت لست سيئا في دلالة علي أنه في ناس بالفعل سيئين!
خلينا نقول إن فعلا كلنا جوانا نور وضلمة، كلنا جوانا الخير والشر..
وخلينا نقول برضو إن الإنسان بقدرٍ ما فيه من إحدي الصفتين فهو يتصف بها، يعني لو الخير غالب هو إنسان خيّر ولو الشر غالب فهو إنسان سئ وشرير، وطبعا الأخيار دول درجات والأشرار درجات.
ومن الناحية الايمانية فعند أهل السنة الناس ثلاثة؛ مؤمن كامل الإيمان ، ومؤمن ناقص الإيمان ، وكافر!
نقطة ومن أول السطر..
في الأفلام بيبقي سهل جدا نحكم علي الشخصيات، إن الشلة دي تبع الأخيار والشلة دي تبع الأشرار وأفضل واحد هو البطل طبعا ويليه في الدرجات أقربهم للبطل وأكثرهم مساعدة له في الانتصار علي الشر.
لكن يبقي السؤال..
هل إحنا في حياتنا العادية قادرين علي إصدار أحكام حقيقية علي البشر وتصنيفهم لأخيار وأشرار؟!
هل إحنا قادرين إننا نحكم علي نفسنا أصلا إحنا فعلا كويسين، ولا هي فقط مجرد الصورة الخارجية؟!
خلينا نقول حاجة نتفق عليها.. وهي إن فعلا كلنا جوانا نور وضلمة، وشئنا أم أبينا ان مقدار النور والضلمة دي حاجة احنا منقدرش نحددها في الناس أو نحكم عليها.. احنا فقط بنشوف الصورة! (ممكن حد يقولي الصورة انعكاس للداخل، لكن خليني أقولك انها انعكاس لجزء من الداخل في حالة كون الصورة صادقة يعني)
يعني بناءً عليه عايز اتكلم في اكتر من نقطة الحقيقة..
أولاً؛ الحكم علي الأشخاص بالايجاب أوي ورفع سقف التوقعات والطموحات في الشخص اللي قدامك لمجرد مظهر (جيد).. ده بلاشه خالص الله يكرمك.. ده عته!
في الحقيقة أضراره تمسك شخصيا، وتمس الشخص صاحب الصورة، وده بدوره بيأثر ع المجتمع بطرق تصل للاستقطاب المجتمعي وانه يبقي عندنا مجتمع مقسوم لنصين..
صورة ده موجودة ف مجتمعنا في اشكال كتير لكن خليني اضرب مثال بالأشخاص المسمون بالملتزمين فقط لأنه أطلق اللحية، أو ارتدت النقاب!
يعني؛
عندنا واحد ملتحي، الناس بتلقائية بتقول عليه شيخ(حكم جيد لمجرد المظهر) ، وبتحكم حكم داخلي علي انه منزه عن الخطأ(رفع سقف التوقعات ابتداءً)، الشخص ده بتظهر منه أخطاء لانه غير منزه، رد فعل الناس التلقائي الحق دا الشيخ بيعمل كذا وبيحملوه فوق الذنب الف ذنب لمجرد انه حكم عليه حكم ووضع تصور من دماغه وحكم علي الشخص ده بناء علي تصوره الخاطئ!
سلسلة من الأخطاء اللامنطقية والتي تنتهي بالتعميم فالكارثة!
الموضوع اكبر من كده بس ده باختصار يعني.
ثانيا؛ ودي عكس أولا وهي الحكم السلبي، الحكم بالسوء علي شخص لمجرد مظهره ومعاملته علي انه خالي من النور وده ليه اكتر من صورة لكن هختار منها الصورة المضادة للمثال السابق وهي حكم بعض أصحاب اللحية علي حليقي اللحية بأنهم غير ملتزمين، وده نموذج منتشر ومعرف في وسط أبناء التيار الاسلامي وده انا بحمل مسئوليته للجهل مش لحد معين.. الجهل وفقط، ربما تكون هناك عوامل أخري لكن أنا عدوي هنا هو الجهل لكنه للأسف جهل مركب ودا وجه الصعوبة.. معالجته مجهدة شويتين.
ثالثا؛ بقي..
هيبقي في سؤال ممكن حد يسأله، أو قرار تكون أخدته بينك وبين نفسك وهو انا مش هحكم علي حد تاني، أو ايه ده ما في انطباع انت بتاخده بمجرد مظهر الشخص، وايه ده كلامك معناه ان المظهر مش مهم؟!
الحقيقة انا عندي تصور معين والبعض قد يظنه معقد شوية..
وهو كالاتي؛
- المظهر شئ مهم جدا، سواء الظهور بهيئة معينة، أو أفعال معينة، والبعد عن مواطن الشبهات، لان احنا بشر ولازم تراعي انك ناقص وبتتعامل مع عالم ناقصة عادي جدا.
- في مظاهر جيدة يجب دعمها، وفي مظاهر سيئة يجب ردعها ومحاربتها.
- مفيش مشكلة انه يبقي ليك انطباعات، ومفيش مشكلة انها تكون سيئة وده حقك لان الناقص اللي قدامك مراعاش النقطة الاولي، أو هو سئ بالفعل.
- هل معني انه يكون ليك انطبعات حسنة ان تترك الحذر، أو تقدس اللي قدامك، أو تديله أكتر من حجمه absolutely not!
-طيب هل ده معناه برضو ان لو انطباعك سئ تعامله بطريقة مش كويسة، أو انك تظلمه، أو تضره.. اكيد لا برضو!
- هل برضو ده معناه انك تصاحب كل الناس، أو انك مينفعش تستريح في معاملة بعض الاشخاص او تبقي مش بتحبهم او ان ده معناه تحب كل الناس وتكون في سلام معاهم، برضو لا!
خلينا نقول ان كل انسان فعلا جواه النور وجواه الظلمة، خلي حكمك علي الأفعال مش الأشخاص، متديش حد أكتر من حجمه، أو تظلم حد، بلاش تعمم، بلاش ترفض فعل جيد من شخص سئ، تقبل (فكرة) الخطأ من الأشخاص الجيدين وارفض الفعل الخاطئ بالطبع..
كُن في سلام نفسي مع فكرة أنك ناقص وهم ناقصون.. نحن بشر يا هاري!