كأني كتب لي أنا أعيش تحت ظروف حياة تجعلني في أختبار للمبادئ الأخلاقية كل يوم ، بين دوامات فشل ونجاح فيها .

أحياناً أخرج فيها منتصراً وأخرى أسقط فيها وأدخل في حالة لوم ذات أعالجها بتذكير نفسي أني بشر وإتباع المصلحة أو الهوى رغبة جارفة أحني رأسي لها حتى تمر.

والحقيقة البائسة أني أستطيع كل مرة مخادعة ذاتي واقناعها بأن الفشل في كبح رغباتي أمر مقبول ، وهذه والله مصيبة.

نعود على ذي بدء ، هل كتب لي أن أعيش في دوامة من الإختبارات الأخلاقية ؟ أو أنا مدرك للحقائق بتجرد وبلا مرونة ورافض لكل ما تفعله الرأسمالية ببرغماتيتها الصارخة ؟ أو أنا جاهل لدرجة التطرف في فهم طبيعة الحياة وسننها التي وضعها الله في أرضه واتبنى كل ما هو غير سائد ؟ أم أنا اشتراكي حتى أخمص قدماي مع أني لم أقرأ لماركس  ؟ أو مجرد ثورجي بلا ثورة يفتعل أي موقف ليبدو منتصراً في النهاية ؟ 

في أحد الأحاديث مع أحد الزملاء عن دعمه للرغبات المشتركة بين القوميين و الإسلاميين في السيطرة على الحُكم في كل المنطقة والعودة لأيام الخلافة ، فقلت : لا يحق لأحد ممارسة السلطة على أحد بدون تفويضه ومن حق أي قُطر أن يحكم نفسه ويأخذ بزمام الأمور حسب مكاسبه . فقال لي أنت لو رأيت أسد جائع يطرد غزال لأستنكرت ذلك!


وقعت اليوم عيني على كتاب في مقهى لعبدالله المغلوث وفتحت عشوائياً منتصفه وكانت مقالة عن التعايش مع النقص وعدم الكمال في كل ما نؤمن به أو نعمل عليه . قد تكون رسالة من مصدر مجهول قائلة لي الكمال لله.