غرائب تهديدات تركيا، وعجائب مصالح تركيا في ليبياImage titleا

رأيت في الفترة الأخيرة تهديدات تركيا على المنطقة الشرقية وبالتحديد على الجيش الوطني الليبي بالرد على أي هجوم يستهدف مصالحها على الأراضي الليبية، والعجيب في ذلك التهديدات أن مصالح تركيا هي مصالح ليبيا.

أن سيادة ليبيا لا تكمن في العاصمة الليبية طرابلس، وبمدها بالسلاح في غياب كامل للقوانين الدولية والاهتمام الكامل للدول الإقليمية والدولي بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات السياسية بين الأقطاب المتنازعة لما تقدمه تركيا من دعم إلى المليشيات المسلحة في العاصمة الليبية.

ولكن تركيا لا تغضب أبدا حين ترى أسلحتها تدخل من غرب الوطن إلى المليشيات المسلحة وان حدودها أصبحت مفتوحة للجميع، خرقا واضحا لسيادة الدولة الليبية والأعراف الدبلوماسية والقانون الدولي وأيضا لسيادة الدولة الليبية.

ومنذ بداية الأزمة السياسية حيث هنالك  وجود الإرهاب والقوى المتطرفة التي تسير أمور الدولة الليبية كما تشاء، والجماعات المسلحة التي ليس لها مصلحة في الوطن إلا أن تهيمن على مسار الدولة الليبية وتضع ليبيا في حالة التعبئة والنفير على الجيش الوطني الليبية القادم من المنطقة الشرقية.

وان لا سيادة لهذا الوطن بين الأمم والشعوب، سترد تركيا على ليبيا في أي هجوم تنفذه القوات المسلحة العربية الليبية على المصالحة التركية في ليبيا، وهي علامة من علامات غرائب الزمان في مصالح تركيا التي تعتبر مصالح ليبيا ابيضا.

رأيت خروج مجموعة من الأتراك من ليبيا، وهم يرفضون الخروج ولكن كان تولي أمرهم من الحكومة التركية من المناصب العليا، وجدودهم في ليبيا يشكل خطورة عليهم من القوات المسلحة العربية الليبية، ما هي إلا سياسة في

مجالات الصراع بين الدوليتين.

مجالات الصراع أصبحت واقع وذلك بعد ما كشف معانية في تزويد السلاح والعتاد إلى الجماعات المسلحة إلى المنطقة الغربية، لتحرم تركيا من الاستثمارات التجارية في المنطقة الشرقية التي جسدتها العلاقات التجارية بين الدولتين في الماضي.

وهذا الصراع بين ليبيا وتركيا ليس صحيح، ولكن يوجد نوع من الصحة عندما تواجه المنطقة الشرقية تحديات المواجهة من تركيا بالعدوان على المنطقة الشرقية، فلا يتجاوز العمل العسكري العمل الفعلي بالرد الحاسم على الجيش والوطني الليبي.

لا شك أن المليشيات المسلحة استلمت أسلحة تركية والتي اليوم تقاتل بها الجيش الوطني الليبي القادم من المنطقة الشرقية، وهذا ما تعجب من تركيا بالوقوف ضد القوات المسلحة العربية الليبية وكنها هي التي تخوض المعارك داخل ليبيا بأسلحتها الفتاكة.

هكذا نرى نحن تركيا في دعمها السخي للجماعات المسلحة، وسيبقى الصراع صراع مصالح دول إقليمية والحل لن يكون في إبعاد القوات المسلحة العربية الليبية من دخول العاصمة الليبية بل بالتفاوض السياسي ووقف أمادات السلاح ووقف إطلاق النار وعدم تقسم ليبيا بين المنطقة الشرقية والغربية.

بقلم / رمزي حليم مفراكس