أبدٌ لا يأملُ بالجفاء 

ليس لدي ورق ، ولا قلم ، لكنني من شدة الكدر ، ومن مرارة الألم ، جالَ التفكيرُ في دماغٍ مُتَلَطِخ ، ولم أنمْ ، فقلت : ماذا لو تسامرت مع الآهات ؟ وزارني من كُوَّةِ الغرفةِ الظلماء ِ حمامةٌ بيضاء ، لعلها تُجْنِي الأملَ في داخل قلبٍ معقود بآخرٍ جاف ، وقلت : يا رفيقةَ جبيني الفسيح ، أخبري ! أما لديك عن عالمي أنباء ؟ 

فإنني يا سيدتي ، من مدةٍ لم ألقاه ، لم أسمعُ الأنباء ، يُخَيَلُ لي صوته في أصداء الدجى ، أخبري عن دنياي ، عن نور عضلةٍ قلبية ، عن حبيب أميرةٍ عابسة ، لكنها بلا جواب ! 

صفقت بالأجنحةِ عبرَ كُوَّتي السوداء وطارت ، وصِحتُ : يا رفيقةَ الجبينِ مهلاً ! ألا تحملي أنبائي إلى الأمير ؟

عن شدة الكدر ، من التهدل ، من الألم ، يا دماغي لم أنمْ ، والحبيب الجافي ، ما زال وراءَ زنزانةِ قلبٌ يجازف النيزك ، ويُناجي نورَ نجمةٍ متلونةٍ بألوان مجرة بين الأزهار ، ما زال هنا ، ربما طرق باباً آخر ولكنه سُدَّ في وجهه ، أخبروه بأنني بابُ قلبه ، أما زال مغفلٌ أحمق ؟

ألا يتذَّكرُ ما قاله ؟ أنتِ النجاة ، لكنه ترك النجاة ومن بعد ذلك لم تفارقه الهاوية .

أسندتُ ظهري للجدار ، مهدماً وغصتُ في دوَّامةٍ بلا قرار ، والتهبت في جبهتي الأفكار .

أيها الحبيب ! كم يحزنني أنك في ليلٍ من العذاب ، أتبكي في صمت ؟ أما عاد عناقي يلتقطُ دمعاتك ؟

تعجزُ عن تناول طعامك  أما عاد فمك يحنُ للقمةٍ من ملمسِ يداي ؟
وقلبي خالٍ ، فلا ضحك ، ولا عناق .
أيها الحبيب ! كم يؤلمني أنك تجهشُ بالبكاء إذا أتى من يسألك عني ؟
لكنني أومن أيها الحبيب ، أومن أن روعة الحياة ، أولَدُ في غرفتي الظلماء ، أومن أن زائري الأخير ، لن يكون حمامة ليلٍ مدلجاً ، بلا أنباء ، لا بُدَّ أن يزورني النهار ، وتنحني أيها الحبيب عند قدماي وتطلبُ النجاة ، تطلب أن تعقد يداك بيداي إلى أبدٍ غير معلوم ، أبدٌ لا يأملُ بالجفاء .💛
- أميرة