وقعت احدى المدن في ورطة عندما قرر ملك الشياطين ابادة كل من فيها.

ظل هائل تتدفق منه ألسنة من اللهب الأسود يحرق كل ما حوله متجه للمدينة. احضر الحاكم جميع المفكرين والفلاسفة لإيجاد حل وكل ما توصلوا إليه ان ذالك الشيطان يحتاج ثلاثة أيام للوصول للمدينة فلا يملكون خيار سوى التضرع للألهة لعلها ترسل ملاكا يوقف ذالك الشيطان 

تضرعوا لساعات طويلة تضرعوا الليل كله تضرعوا بشدة دون ادنى بصيص امل 

وعلى الرغم من وصول صلاواتهم لسماء وسماع الملائكة لبكائهم وصيحاتهم ألا ان الملاك الأعلى وضع قوانين تمنع الملائكة من التدخل في عالم البشر 

لم يبقى سوى يوم واحد على وصول الشياطين فقرروا التضحية بعدد من الأطفال 

شاهد ذالك عبر السماء حفيد الملاك الأعظم ولم يستطع عدم التدخل فنزل للأرض مخالفا كل قوانين السماء

قبل ان يذبح الأطفال ظهر نور ساطع لم يستطيع البشر النظر له فأغمض الجميع اعيونهم خوفا من العمى

خفت الملاك نوره وخاطب البشر ان توقفوا لاداعي لقتل ابنائكم سوف اوقف ذالك الشيطان 

صاح البشر وهتفوا له وشكروه

ثم صاح احدهم هل ارسلك الإله

اجابه الملاك بما لم يتوقعه ابدا اي احد

لا وجود للإله....ايه البشر لقد خالفت قوانين السماء ولم يعد من الممكن ان اعود إلا هناك لن يقبلني احد سوف اضطر ان اعيش على ارضكم إلا ان تنتهي حياتي

تعجب الجميع وعم صمت طويل

فقال الملاك ألا ترضون مكوثي هنا

اجابه الملك انت مرحب بك ايها الملاك وصفق الجميع وهللوا له

وها قد اتى اليوم الموعد وصل ملك الشياطين بقرب المدينة فخرج له الملاك ووقع قتال شرس لأسابيع

نزف فيها الملاك وفقد ذراعه اليمنى واصيب الشيطان في عينه

تحولت ساحة القتال لأرض يتشابك فيها الظلام والنور ألسنة لهب سوداء وبيضاء ترفرف كالأعلام على الرمال

وعندما بدا الملاك يفقد قوه ولم يبقى لشيطان اي طاقة انهارا في ساحة المعركة وسط ذالك اللهيب اللذي سرعان ما اختفى 

فرح البشر وهللوا وما كان احد اسعد منهم سوى الملاك الذي اثقلته الجروح .

اقترب البشر بعد ان هدأت المعركة وكان الملاك والشيطان مستلقيان لا حول لهم ولا قوة

وظن الملاك انه اخير سوف يرتاح ويتم علاجه لكن ما حدث ان اتى البشر محملين بالرماح يطعنون الملاك ويقصون اجنحته صاح الملاك وبكى من الألم فجناحيه اشد المناطق حساسية عنده قضى قتاله مع الشيطان يحميها .

نظر الشيطان وهو مستلقي بذهول ولأول مرة شعر بالتعاطف مع احد ما ذالك القلب الأسود تسرب أليه بعض النور اما ذالك الملاك صاحب القلب الطاهر غرق في الظلام 

مد الشيطان ذراعه وامسك يد ذالك الملاك المحتضر فعاد ان تسرب النور للملاك وخف ألمه

هم الشيطان بالبكاء الأن علمت ما كنت قبل ما انا الأن

لا استطيع ان اعيد الزمان فأنقذك مما حصل لكن سوف ادعك تموت بسلام وارسل احقادك لمن ينجز انتقامك

تسرب كل الظلام خارج الملاك وارسل بعيدا ثم مات الملاك وتبخر جسده صاعدا السماء حيث ينتمي اما الشيطان فستخدم ما تبقى من طاقته لمساعدة الملاك فمات وتسرب للأرض