سمعت أطراف الحديث حالما مررت بأطفال لاعبين في ضفاف نهر كاماشتاكا

"أخذنا أخي الأكبر لجنازة أمنا ظهر اليوم"

قالها أكبرهم بنبرة سكون، دافعاً الكرة لمن أمامه برجله الحافية.

تدارجت الكرة ومستلمها يردها بخشونة لثالثهم "أين كانت الجنازة؟ أمي لاتسمح لنا بركاب الحافلة لأن أبي في الحرب ويحتاج المال للعودة"

كما لو أن صغار الجسد يتداعون بكل ركلة لتمرين مخيلاتهم على ماظهر لهم من الحياة.

تابعت الكرة، تحبي بطيئة كما لو كان جوفها من حديد.

أو هي مخيلتي، جعلت من الوقت جماداً أنتهز فيه ما أرى وأنا ماشي مع النهر.

توقفت الكرة بعد أن مضى ماظننته سنينً قاربت عمر راكلها، توقفت فيما تخيلته كلباً ضالاً.

لحظات مرت وأنا في حالة ذهول أوقفت عداد وقتي، حتى مرنت عيني على رؤية صغيرهم مبتول الأرجل.