في الازمنة الغابرة تم استعباد الافارقة وترحيلهم قسرا الى اوروبا عبر ليبيا ليكونوا خدما للبيض,ومع صدور قرار اممي بمنع الرق,استوطن السود بشمال افريقيا على الساحل وعوملوا معاملة حسنة وفق تعاليم الدين الاسلامي الحنيف,إلا ان النظرة الدونية لهم من قبل البيض لم تغادر العقول وان حاول اصحابها اخفاء ذلك,فبمجرد حادثة بسيطة من قبل شخص اسود تتسارع الالفاظ النابية بحقهم,ويشعرون في احسن الاحوال,انهم مواطنون من الدرجة الثانية.
الافارقة يأتون الى ليبيا بأعداد غفيرة للعمل بها في مختلف المجالات ومن ثم يسافرون الى اوروبا للعيش هناك واكتساب المواطنة,اي ان ليبيا بلد عبور وليست مستقرا لهم.
الميليشيات المسلحة بالمنطقة الغربية المتحالفة مع الرئاسي تسهل اجراءات خروج الافارقة من ليبيا عبر التهريب وتتقاضى تلك الميلشيات اموالا طائلة تساهم في توفير حاجيتها اللامحدودة عند الازمات وتجنيد الشباب الليبيين العاطلين عن العمل برواتب مغرية,ربما جل ما يحصلون عليه من اموال,لتقذهم الجرافات الى الشاطئ الاخر من المتوسط.وقد استخدمت الميلشيات تجارة (العبيد) كنوع من الضغط على الدول الاوروبية وبالاخص ايطاليا لتغيير مواقفها من الوضع القائم في البلاد,فمنحت بعض الاموال لزعماء الميلشيات للحد من هجرة الافارقة,وقد اتضح ذلك جليا في العام الماضي.
الميلشيات التي تقاتل الجيش على تخوم طرابلس قامت بتجنيد الافارقة عنوة والزج بهم في المعارك وقد تجلّى ذلك من خلال القبض على بعضهم كأسرى واعترافهم بذلك,والأموال التي تدفع لهم وقد طاول التجنيد ايضا مرتزقة بيض للقتال في صفوف الميلشيات الاجرامية وبالأخص العاملين في مجال الطيران الحربي,فهم يدركون ان سقوطهم سيكون مدويا وقد منحت لهم العديد من الفرص لإلقاء السلاح والانخراط في الاعمال المدنية ليكونوا سواعد بناء لا معاول هدم وتدمير.
تقيم حكومة الوصاية مراكز ايواء الافارقة بالتعاون مع المنظمات الاممية المهتمة بالشأن الانساني,إلا ان ميليشياتها لم تألوا جهدا في الاستفادة من الافارقة سواء بالتجنيد او استخدامهم كدروع بشرية بمواقعهم المستهدفة من قبل الجيش الليبي,ليكونوا ضحايا غدر,مدنيون,ولتشويه سمعة الجيش الذي يدركون انه ملاحقهم حيثما وجدوا,وان نهايتهم ستكون قريبة جدا.
يجدر القول الى ان حكومة الفرقاطة عبر ميليشياتها الاجرامية قامت مؤخرا بمهاجمة اناس مدنيين في مناطق نفوذها (ابي سليم ) والادعاء بأنه من فعل الجيش,لكن الامر انكشف فأجواء (سماء)البلد وخاصة العاصمة حبلى بالطائرات التجسسية التي اكدت زيف تلك الادعاءات, بعض المسئولين بالمنظمات الانسانية اكدوا استخدام مراكز ايواء المهاجرين من قبل الميليشيات لتخزين السلاح ما يجعلهم عرضة للقصف,وعلى نفسها جنت براقش.
مراكز ايواء المهاجرين يجب ان تكون بعيدة عن مناطق الصراع وعلى الامم المتحدة القيام بواجبها الانساني تجاههم وعدم تركهم لقمة سائغة في متناول اناس ليس لهم من الانسانية إلا الشكل,لقد بلغت افعالهم الشريرة بحق الاخرين من الاذلال والمهانة حدا تعجز الالسنة عن وصفه,اقله اعتبارهم مجرمي حرب,وجلبهم الى محاكم دولية للاقتصاص منهم وإراحة البشر منهم.
السيد ترامب,الذي تعول عليه حكومة الفرقاطة في تغيير موقفه,قال بالخصوص,الافارقة ان لم تعجبهم المعيشة بالمهجر فعليهم العودة الى بلدانهم.هل يفعلها ترامب ويعلن جماعة الاخوان المسلمين الراعي الرسمي للإرهابيين,المتحكمين في امور البلد في ليبيا جماعة ارهابية؟كل شيء جائز.