على سلم رقي الحضارات الترجمة هي الخطوة الاولى، فهم العرب هذا فربطوا الترجمة بالذهب في قيمتها بدئًا بالأمير الأموي خالد بن يزيد، كأول من نقل نصًّا من لغة أخرى إلى العربية، في سعيه لفهم الكيمياء، ربما لِيستخدمها في تحويل المعادن الى معادن نفيسة، مرورًا ببيت الحكمة الذي بناه هارون الرشيد، و دفع الذهب ثمنًا له؛ ليكون مركزًا حضاريّا و ثقافيّا؛ يتقدّم به المسلمون و العرب، لينتهي الأمر بابنه المأمون الذي كان يعطي وزن الكتاب ذهبًا، لمترجمه إذا استحسن عمله، فتسابق المترجمون إلى تعريب العلوم اليونانية و الفارسية، و لغات أخرى.
و أنشؤوا مدارس، و مذاهب للترجمة (كترجمة النص حرفياً)، أو الاشتغال بالمعنى فقط، و نقله الى ما يماثله في العربية، و يمكن إيجاز تاريخ الترجمة لدى العرب في أربع مراحل:
المرحلة الاولى: في عهد الأمويين، و ترجمة العلوم الأساسية.
المرحلة الثانية: في عهد العباسيين.
المرحلة الثالثة: ظهور مدرسة حنين ابن اسحاق (نقل المعنى لا الترجمة الحرفية).
المرحلة الرابعة: من بداية القرن الرابع الى منتصف القرن الخامس، برز خلالها أبو بشر متى، و ابن يونس، و أبو سليمان السجستاني.
قد لا نملك نحن ذهبًا لكننا سننطلق و إياكم في رحلة بحثٍ عمّا يماثله قيمة من المعرفة، و التنوع في الثقافات، و العلوم، و الأدب، و الفن، و التاريخ ، مع رُسل الثقافات المترجمين، سنخطو خطوة نأمل أن تكون أول خطوة على سلم الرقي و الحضارة.