قالوها ثورة ، فصدقناهم واندفعنا وهتفنا ورفعنا حريتنا في أكفنا عاليًا نحو شمسٍ أردناها أن تشرق ، ودفعنا الثمن ، آهٍ ودفعنا الثمن ، من دمنا الثخين المنثال ،من أرواحنا التي أزهقوها ذبحًا في الطرقات وفي خلفية الحارات الضيقة ، حيث لا يمكن لأحدٍ أن يرى .

نعم وآآهٍ دفعنا الثمن ، من قبلها ومن بعدها ، ودفعنا الثمن في حينها ، ثم ماذا ؟!!!!

نادوا للثورة وبلغوها ، اهتفوا لها أيقظوها ، هاتوها هنا هاتوها ، خبّروها أنّ الأحياء منا في السجون في غياهب المعتقلات في غبن الحصون ، يقتلون واحدًا وراء الواحد ، يُساقون أممًا لحبال المشانق ، أضحية لجرائم سكان العروش الحاليين ، هاتوها اصرخوا في أذنها النائمة أن البقية مدهوسين تحت الدبابة أن البقية في الحواري يتضورون جوعًا ومرضًا وجهلًا وأوجاعاًا وأوجاعًا فأوجاعًا .

وكل يوم تخرج الكلاب على الهواء ناعقة ، تقول اقتلوهم ، تقول اسفحوا دماءهم، تقول لا تذروا فيهم فردًا ،ولا ذكرًا ولا أنثى ، تقول علموهم الدرس : أن البلد للكبار وعلى الصغار أن يلزموا مكانهم وراء خطّ الفقر لا يفتحوا فاهًا لا يبيّنوا أنينًا ولا يحكون وجعًا فآذان الكبار مرهفة وترهق الأوجاع سموّ رهافتها !

ما الخبر التالي ؟ حريق ؟ تصادمٍ ؟ حادثةٍ ؟ تسعةٌ على الحبل متدلية رقابهم ؟ لا يهمّ فالتبربر جاهزٌ والأوراق مفروزةٌ والعسكرُ في مأمن ، ونَمْ مطمئنًّا سيدي الرئيس فكلابك يقظةً لم تزل !

فَيا سيادتكم ، البثوا طويلًا ، وناموا هنيئًا ، وأغمضوها قريرةً قريرة .. حتى يأذن البارئ للفجر أن يقوم ، وحين يُؤذنُ للفجرِ ...... !


ها هنا رتوش وبعض الهراء !

https://leanzy5.blogspot.com/?m=1