التطور الكبير في علم الجينات أصبح قادر على تحديد عمر الانسان في الماضي وبدقة ولم يثبت علميا أن الانسان القديم كان يعمر لمئات او الاف السنين وهذه حقيقة علمية مثبتة ومؤكدة مما تصادم مع ما يذكره الدين حول عمر سيدنا نوح ع وأنه عمر مايقارب ألف سنة واستغل الملحدون هذا الأمر للطعن بالدين وأنه خرافة تناقض الحقائق العلمية ووضعت المتدينين في حيرة من أمرهم وعجز من يسمون أنفسهم علماء دين عن الخروج من هذا التناقض بل هم حتى لم يعترفوا بالحقائق العلمية ورموا بها عرض الحائط فشاء الله سبحانه أن يخرج عباده من هذه الحيرة بارسال خليفته للناس في هذا الزمن وهو الامام أحمد الحسن الذي بين للناس كثير من الامور المختلف فيها وألهمه الله بعلم الهي وجاء ليرفع التناقض بين العلم الدين بكتاب يعد جوهرة كبيرة وحقيقية في هذا الزمن وهو كتاب وهم الالحاد وهذا النص المقتطع منه سيرفع هذا التناقض بين عمر سيدنا نوح ع العلمي والديني:
(( بما أننا أثبتنا ضرورة وجود إله وبالأدلة العلمية، وناقشنا الإلحاد العلمي ضمن نطاق العلم، فيلزم أي ملحد ألحد وكفر بوجود إله بناءً على استدلال علمي أن يرد على مناقشتي العلمية واستدلالي العلمي وبصورة علمية صحيحة ودقيقة، أو أن يقر بأنّ ما أثبته حق، وإلا فسيكون معانداً مجادلاً لا يطلب معرفة الحقيقة كما هي، وإنما هو شخص عبثي لا أكثر.
أما عمر الإنسان في الماضي فمعروف علمياً وبدقة؛ حيث إنّ جينات الإنسان معروفة اليوم بتفصيل لا بأس به، والعلماء يعرفون السبب الجيني ولماذا ومتى تهرم الخلايا وينهار جسم الإنسان، وهم يجرون بحوثاً في محاولة لإحداث طفر جيني لإطالة عمر الإنسان، وهو أمر ممكن الوصول له يوماً ما. وبالتالي فهم أيضاً يعرفون بصورة قطعية أن الإنسان في زمن نوح وقبله لم يكن يعيش ألف عام ولا حتى أي رقم قريب من هذا الرقم، تماماً كما تعرف أنت طول المسطرة التي في يدك.
لكن مسألة عمر نوح أو غيرها من المسائل التي تخالف الواقع العلمي لا تصلح للإشكال على ما أثبتناه وهو وجود إله؛ لأننا نستطيع أن نقول باختصار شديد: لا إشكال أن يجري الله المعجزات وإن كان بعضها يخالف الواقع العلمي، لأنها حالات فردية هدفها وضع الإنسانية الآدمية في بدايتها على طريق الإيمان بإله خالق للكون، هذا طبعاً مع أن بعضها ليست معجزات وإنما قضايا صعبة الفهم على من لا يعرف لغة المتكلم بها، فلغة القرآن لا يفهمها من لا يعرف العوالم العلوية التي نزل منها القرآن.
ولتوضيح المسألة علمياً أقول باختصار: إن ما يراه المراقب الخارجي للمنظومة الفيزيائية يختلف عما يراه المراقب الداخلي. وبالتالي عند حصول تمدد أو تقلص مثلاً في المنظومة الفيزيائية ستكون قياسات المراقب الموجود داخل المنظومة مختلفة تماماً عن قياسات المراقب الخارجي، والسبب أن المراقب الداخلي هو جزء من المنظومة، وبالتالي فهو مشمول بتمدد وتقلص المنظومة، وكذا معدات قياسه مشمولة بتمدد وتقلص المنظومة. وهذا يجعله عاجزاً عن معرفة أو قياس أي تغير شامل لكل المنظومة.
وهذا لا يمنع - إن كان لديه حياة نفسية كما هو حالنا - أن يحس إحساساً نفسياً أن هناك تغيراً في المنظومة، أو هناك تسارع أو تباطؤ، كإحساس كثير من الناس اليوم بتسارع الزمن مع أنهم عندما يقيسونه لا يجدونه قد تغير شيئاً.
وكمثال لتوضيح هذا الكلام؛ لنفترض أن إنساناً يعيش في غرفة ولديه أداة قياس طول (مسطرة مثلاً)، وطلبنا منه قياس طول طاولة في الغرفة، ومقارنة طوله مع طول وارتفاع الطاولة. ثم بعد ذلك لو فرضنا أن الغرفة وما فيها حصل لها تمدد منتظم شمل الجميع بنفس النسبة. فالآن لو طلبنا منه قياس طول الطاولة فسيجد أن الطول لم يتغير. وإذا طلبنا منه أن يقارن طوله مع طول وارتفاع الطاولة فلن يلحظ أي تغير، والسبب أنه تمددَ وكذا مسطرة القياس بنفس نسبة تمددِ الطاولة.
إذا توضح هذا؛ فيمكن فهم أن أي مراقب يمكنه القيام بالمراقبة من خارج المنظومة الكونية التي نعيش فيها ستكون قياساته مختلفة عن قياساتنا نحن الذين نعيش داخل المنظومة. فلو أن سلوك الكون المادي ككل تغير بصورة ما بحيث إن الزمن كبعد كوني رابع تمدد أو تقلص - أو بلغة بسيطة تباطأ أو تعجل - في المنظومة ككل، فلن نستطيع نحن قياسه ولا معرفة هذا التغير، لكن مراقباً يمكنه أن يراقب من خارج المنظومة الكونية التي نعيش فيها سيمكنه قياس هذا التغير، وعندما يتكلم سيعطينا أرقاماً تختلف عما قسناه نحن. وهذا باختصار يفسر لنا أن مراقباً من خارج المنظومة (الله سبحانه وتعالى أو الملائكة مثلاً) عندما تسأله أو يتكلم عن عمر نوح وقومه فسيعطيك رقماً يختلف عما تقيسه أنت الذي تعيش في داخل المنظومة، وعندما تطلب منه مقارنة عمر الإنسان اليوم وعمره قبل خمسة عشر ألف عام فسيعطيك أرقاماً مختلفة، مع أنك لا تجد أي اختلاف ملموس يمكن قياسه في الحدود المادية التي تعيش فيها ))
عقائد الإسلام: ص31.
الامام أحمد الحسن