مرحبا أنا نايف ، لا أعرف لماذا ذكرت أسمي بلا سبب ولا فائدة لكن لعلها "أنا" زائدة فرغتها أو أردت التأكيد على ما سيأتي ذكره لاحقاً بأنني أقوله بسبق الإصرار والترصد.
في الحقيقة أود أن أقول كلام سيجعلك تعتقد أني غارق في بحر من الظلمات بعضها فوق بعض، بيد أني لست في ذلك وأعتقد أن الأمور تسير في حياتي بالحد الأدنى من الرضى لكنها ليست قاتمة مظلمة لا ترى فيها كف يدك .
أنا سوداوي كما ستعتقد نهاية التدوينة لكنني أعتقد بأن هذا واقع وحقيقة نعيشها كل يوم مهما حاولنا تجاهلها ، ولكن لا يهم هنا رأيك عني بقدر ما هو رأيك عن ما سأقول .
أود ان أقول أن الحياة مكان بالغ السوء تتخطفنا المخاطر من التقاطعات والإشارات المرورية والميكروبات الطائرة ، البقاء للمجرم ولبقاءه يموت الأطفال ، خلف أستر البنايات الكثير من المرضى الذي لو أطلقوا العنان لأنينهم لتصدعت أركانها ، الأطفال ننجبهم من أجل أن نستمتع بطفولتهم حتى يبلغوا مراهقتهم ، المعارك الصغيرة تدور رحاها منذ أن تبزغ الشمس حتى تغيب ، ويعود الكثير إلى ثكناتهم مثقوبة أمالهم ومجوفة لم يبقى منها إلا القليل .
الطرقات مزدحمة والإعلانات تتناكح وتتكاثر والهواء ملوث والمستبد يطل بوجهه عليك والمستقبل غامض وأمريكيا تزداد سمنة وأيران تمارس نفاقها والأغبياء ينشطرون و وحدتك تزداد .
لا تبتأس أكثر أقدم لك الترياق ، أنه الموت نعم الموت خيار جيد وطريق للخلاص وأعده أفضل من الحياة لكننا نخاف المجهول فيه فقط ، واستشعر خوفك الأن من الجملة السابقة . الموت يكفيك سؤال لماذا أخوض معركة الحياة ولم أخير قبلها ؟ كيف تقذفون بي في هذه الجنون بكل بساطة كما تقذفون حيواناتكم المنوية في الأرحام منتشين ؟ أو هذه الحقيقة بتفاصيلها ؟ مجرد نشوة .
الضحك والفرح حدث لن يتكرر كثيراً ، قد نحاول اصطناعه مع الأصدقاء والعائلة وهو أمر جيد لابأس به ، لكن الصعوبات والعراقيل هي السائد وكذلك الفشل والمعاناة والحرب والنضال والألم والفقر ثم الموت أخيراً .
لقد قال لك الرب أنها دار امتحان ، فكيف تعارض هذه السنة الإلهية وتصدق بائعي الوهم الذي يريدون أن يفسدوا فطرتك ويجعلونك سعيد محشو بالأمل حد التخمة.
وأخيراً ليس لنا إلا أن نشعر بعمق كل هذه المشاعر التي نكرهها ، لأنها تجعلنا بشر أكثر وتكثف مشاعرنا الإنسانية لنجعل من الكون مكان أفضل ونشعر بغيرنا ونربت على أكتافهم مساندين ، فالفرحين دائما قوم سوء.
وخيارنا بما أننا وجدنا أنفسنا هنا أن ندفع العجلة ونسير حولها .
لا أريد لك أن تختار الرحيل ، فقط أريد لك التصالح مع الدرك الأسفل من هذا البؤس وتصافحه الند للند .