يظن كثير من المسلمين أن ابناء ادم ع تزوجوا أخواتهم مع أن موضوع الزواج من المحارم حرام في دين الله :( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
السؤال يجيبه الامام الصادق ع مستنكرا ومنكرا على من يقولون هذا القول الشنيع:
سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن بدء النسل من آدم كيف كان، وعن بدء النسل عن ذرية آدم، فإن أناساً عندنا يقولون: إن الله عز وجل أوحى إلى آدم يزوج بناته ببنيه، وأن هذا الخلق كله أصله من الإخوة والأخوات؟!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً يقول من قال هذا: بأن الله عز وجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وأنبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام، ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من حلال، وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب، فوالله لقد تبينت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها فلما علم أنها أخته أخرج غرموله، ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخر ميتاً، وآخر تنكرت له أمه، ففعل هذا بعينه، فكيف الإنسان في إنسيته وفضله وعلمه، غير أن جيلاً من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم، وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه، فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم، كيف كانت الأشياء الماضية من بدء أن خلق الله ما خلق وما هو كاين أبداً.
ثم قال: ويح هؤلاء، أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز، ولا فقهاء أهل العراق، إن الله عز وجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كاين إلى يوم القيامة قبل خلق آدم بألفي عام.
وإن كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوات على الإخوة مع ما حرم.
وهذا نحن قد نرى منها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم: التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، أنزلها الله عن اللوح المحفوظ عن رسله صلوات الله عليهم أجمعين، منها: التوراة على موسى (عليه السلام) والزبور على داود (عليه السلام)، والإنجيل على عيسى (عليه السلام)، والقرآن على محمد (صلى الله عليه وآله)، وعلى النبيين (عليهم السلام)، وليس فيها تحليل شيء من ذلك.
حقاً أقول: ما أراد من يقول هذا وشبهه إلا تقوية حجج المجوس، فما لهم قاتلهم الله؟! ( علل الشرائع ج1 ص18 ـ 20 وبحار الأنوار ج11 ص223 و 224 وتفسير نور الثقلين ج1 ص431 و 432 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص341 و 342 وقصص الأنبياء للجزائري ص63 و 64).
أترك للقارئ التدبر والمقارنة بين علم وتقوى أهل البيت عليهم السلام وغيرهم ممن يدعون العلم الذين فضح الله جهلهم بزهدهم في أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وعدم أخذهم عن الراسخين في العلم من ال محمد عليهم السلام.