الخروج من الأزمة الليبية.. وضع اليد في اليد مع المصالحة الوطنيةImage title

تثبت الأحداث الصعاب والصراع المتصاعد والمتلاحق بين الجيش الوطني الليبي للمشير خليفة حفتر والقوات العسكرية الموالية لحكومة الوفاق الوطني يوما بعد يوم تأزما للفضية الليبية، ويعد المخرج الأساسي من الأزمة الليبية بوضع اليد في اليد مع المصالحة الوطنية الشاملة الغير منقوصة.

المصالحة الوطنية تتطلب عملية التفاوض وبرم المعاهدات السياسية والاجتماعية الليبية الداخلية وجلب المصلحة الوطنية الليبية إلى أعلى سلم المصالحة الوطنية الليبية مع إنهاء ضبابية المواقف الدولية تجاه صراع المصالح الإقليمية والدولية.

ليبيا تحتاج إلى من يعمل على تقريب وجهات النظر ولا تأجيج الفتن والمغالطات الكلامية من التشهير والقذف بالشخصيات الليبية بنعوت خير أخلاقية.

إن إنهاء الأزمة الليبية الشائكة تتوقف عند التخلص من مستفيد ضبابية المواقف تجاه صراع المصالح الدولية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تشارك في مساعدة ليبيا المشاركة الفعلية منذ سقوط النظام السياسية السابق.

علاقات دولة ليبيا مع دول العالم باتت من الركائز والثوابت الاستراتيجية التي تعمل على خدمة مصالح ليبيا السياسية والاقتصادية وتعمل على بناء علاقات تفاهم بين أطراف النزاع لتشهد صناعة الكثير من القرارات التي ترسم الخطوط العريض لسياسات ليبيا المحلية والدولية.

ولهذا يحتل المقر الرسمي لدولة الليبية عصمتها طرابلس، سياسة بارزة، ليس على المستوى الداخلي فقط بل على الصعيد العالمي، لكون العاصمة هي مركز القرارات الرسمية في الدولة الليبية.

 وان الحكومات المتواجدة في ليبيا من حكومات متوازية، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والحكومة المؤقتة المنبثة من مجلس النواب حكومتان مؤقتة حتى صدور الدستور الدائم للدولة الليبية .

أنها ذات المواقف المهمة والصلة المتبادلة بين الحكومتين الشرعيتين، المتعلقة بالقضايا المحلية والدولية، ليتقي طرفين الغرب والشرق بتبادل وجهات النظر والحوار حول القضايا الخارجية والداخلية وحول توحيد المؤسسات السيادية والملفات الدستورية العالقة.

دفع مساعي اللقاء بين الأطراف المتنازعة عمل يحسب له كل متتبع للقضية الليبية التي أصبح للقضية اللبيبة  جذور الصراع ضارب أسف تراب الليبي، في نفس الوقت التي لم تكن الحكومات المتواجدة على الأراضي الليبية مستعدة لحل المشاكل الكثيرة المتعلقة بالدولة الليبية.

علاقات استراتجيه وطيدة بين طرفين النزاع تعمل على إعادة بناء اللحمة الوطنية الليبية خصتا إن ليبيا اليوم تمر بالكثير من المشاكل الداخلية والخارجية التي أرهقت البلاد وأدخلتها في صراعات داخلية وخارجية خاصة مع تكالب دول معنية على ثروات ليبيا الداخلية. 

لكن كيف لنا أن نتخذ الخطوات الصحيحة ونبتعد عن الفتن الهجومية الجائرة لندخل مرحلة المصالحة الوطنية الشاملة والكاملة بين أطراف النزاع وتفعيل الزخم الذي يميز علاقتنا الاجتماعية بعدسات العقد الاجتماعي الليبي.

إن عدم قبول التشويش عليها عبر العزف على أوتار الجهورية بين الشرق والغرب وتقاسم المناطق إلى مقاطعات منفصلة عن بعضها البعض وترك تلك الأفكار محاربة الإرهاب والتطرف والرجوع إلى طاولة المفاوضات تعمل على أقاف تك الاسطوانة المشروخة.

المنطقة العربية والإفريقية تمر بتطورات متصاعدة، يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام وليبيا ليس خارج التطورات المتلاحقة، التي يتأهب إليها الداني والقاصي من صالح قد تخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية والمعنوية.

لنا فرصة ثمينة وكثيرة وكبيرة في الذهاب إلى عواصم دول إفريقية وعربية وأوروبية وأمريكية، للمشاركة من خلالها التطورات الاقتصادية التي نحن في أحوج الحاجة إليها من أصحاب القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية والحضارية لتنعم ليبيا مرة أخرى بالاستقرار والآمان والسلام.

التمسك بحل الأزمة الليبية هو طريق خلاصنا،  يجب أن يكون صلب مبني على أساس الاحترام المتبادل دون أن نسمح للدول الطامعة من تفريقنا وامتصاص خيرات بلادنا نتركهم يعيرونا بالإرهاب والتطرف ودولة مارقة خارج عن القانون الدولي.

ليبيا يجب عليها العود إلى الخارطة السياسية الدولية وحتى نتمكن من فعل ذلك يجب علينا أقاف الحرب الداخلية وتوجيه جميع جهدنا الداخلية إلى الاستفتاء العام على الدستور الليبي الدائم وإعادة فكرة الانتخابات التشريعية والرئاسية. 

لن نسمح إلى ليبيا أن تكون ملعبا للصراعات بين الدول الإقليمية والدولية بل يجب علينا قذفها في سلة المهملات لنؤكد فيه على عمق اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، نخدم بها مصالحنا الداخلية ونتقل من مرحلة الفوضى إلى مرحلة الاستقرار السياسي والاجتماعي.

بقلم / رمزي حليم مفراكس