السَّلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته، صباح البهجة، عندما تطمح لحياةٍ أكثر بهجةً ونورًا، تذكَّر إنَّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتَّى يُغيِّروا ما بأنفسهم…

ثِق بالله دائمًا، وأحسن الظَّنَّ به، حافظ على صلواتك وأذكارك في حِلِّك وترحالك ليطمئنَّ قلبك، رتِّل آيات الله، تأمَّل رسائله لك، واشعر برحمته ورعايته بك.

حدِّد هدفك من الحياة، فعندما تُحدِّد هدفًا واضحًا جليًّا ومعروفًا ستمضي في سبيل تحقيقه والوصل إليه بثباتٍ دون تخبُّطٍ، وستنال ما ترجو وتطمح بإذن الله.

قدِّر نفسك، تقبَّل ذاتك، تصالح معها واغفر لها، أمهل نفسك الوقت لتغييرها وتطويرها، افتخر بقدراتك ومواهبك وصفاتك الإيجابيَّة وعزِّزها، اعترف بسلبيَّاتك وتخلَّص منها، ابحث عن نفسك، عن الأشياء الَّتي تثير شغفك، تستهويك، وتستمتع بها.

كافئ نفسك، أكرمها، دلِّلها، فأنت تستحقُّ قطعة شوكولاته، ولا بأس بإعفاءٍ من عملٍ ما، امنح نفسك قسطًا من التَّأمُّل، تنفَّس بارتياحٍ وعمقٍ، راجع أهدافك، مارس مواهبك، اتَّصل بصديق، اقرأ كتاب، ابتسم، تمرَّن، تنزَّه، جدِّد طاقتك؛ فالحياة تفقد روعتها عندما تجري على وتيرةٍ واحدةٍ.

كن فضوليًّا تجاه العلم في شتَّى مجالاته، ابحث عن النُّور أينما كان، اقرأ نصف ساعةٍ في مجال تخصُّصك، أو في المجالات والموضوعات الممتعة الَّتي تُفضِّلها، نوِّع بين قراءة مقالةٍ أو الاستماع إلى مقطعٍ صوتيٍّ أو مشاهدة فيديو، اطرق كُلَّ الأبواب المتاحة.

انجز أعمالك المؤجَّلة، وابدأ بالأعمال الَّتي تستغرق وقتًا أقل، استيقظ باكرًا مع الأطيار وشروق الشَّمس وابدأ بهمَّةٍ وعزيمةٍ عالية، فقد دعا ﷺ: «اللَّهُمَّ بارك لأُمَّتي في بكورها». مسند أحمد

استفد من تجارب الآخرين، ولا تنس أن تخوض تجاربك الخاصَّة، رُبَّما تتعثَّر مرَّةً ومرَّتين لكن حتمًا ستنجح ألف مرَّةٍ ومرَّة، لا تحكم على نفسك من أوَّل تجربة، تعلَّم من أخطائك، صحِّحها، واسأل الله أن يلهمك الصَّواب.

حاول أن تخوض الحياة بقوَّةٍ وصبرٍ، استمتع بلحظاتك، لا تتهاوى أمام صفعات الحياة، لا بأس بوقتٍ مُستقطعٍ تُعيد فيه ترتيب حياتك، لكن مهما يكن لا تستسلم، لا تجعل اليأس يطرق بابك أو يتسلَّل إلى قلبك.

لا تحزن، ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، عِش حاضرك، ما مضى ذهب ومات، والقادم أجمل إن شاء الله، عِش حياتك حياةً مليئةً بالمسرَّات، واستشعر نِعَم الله عليك.

ابحث عن سعادتك، نقِّب عنها، اصنعها، لا تنتظر أن تُقدَّم لك على طبقٍ من ذهب.

لا تغضب ولك الجنَّة، إذا غضبت أكثر من ذكر الله، تعوَّذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، توضَّأ، غيِّر مكانك.

لا تتردَّد في الإحسان إلى أحدهم، -حتَّى وإن أساء إليك- افرح لأنَّك تركت أثرًا طيِّبًا في نفسه، بذرةً ستنمو وتزهر بفضلك أنت بعد الله، ادفع بالَّتي هي أحسن، اعف عَمَّن ظلمك ومن عفا وأصلح فأجره على الله.

الكلمة الطَّيِّبة صدقة، وليس أطيب من كلمةٍ لطيفةٍ تخرج من فاهك لأحدهم، فتغرس في قلبه سعادةً تُثمر في قلبك.

سلِّم، واملأ الوجود سلامًا، قال ‫ﷺ‬: «أولا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم». صحيح مسلم

أعطِ كُلَّ ذي حقٍّ حقَّه؛ لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، اشكر مَن صنع لك معروفًا، وادع له، اعتذر لمَن اخطأت في حقِّه، واعترف بخطأك.

تطوَّع وشارك في الحملات والفرق بما أكرمك الله، قال ‫ﷺ‬: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». صحيح مسلم

كن باسمًا، فالابتسامة أسلوب حياة، ابتسم في وجوه الآخرين، بادلهم مشاعر الأخوَّة، قال ‫ﷺ‬: «تبسُّمك في وجه أخيك صدقة».

كن قنوعًا، واستثمر ما عندك، قال ‫ﷺ‬: «وارضِ بما قسم الله لك تكن أغنى النَّاس». مسند أحمد

كن راضيًا بقضاء الله، ولا تسخط، كتب عمر الفاروق -رضي الله عنه- إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- فيقول: أمَّا بعد، فإنَّ الخير كُلَّه في الرِّضا، فإن استطعت أن ترضى وإلَّا فاصبر.

كن مُلهمًا معطاءً بنَّاءً، تنفع نفسك ومجتمعك وأُمَّتك، لا تبخل بعلمٍ، بمهارةٍ، أو بكلمة، ولا تنتظر ردًّا جميلًا.

كن قائد نفسك، مؤمنًا بالله، مؤمنًا بقدراتك وطموحاتك، مؤمنًا برسالتك، مؤمنًا بمكانتك الَّتي لا يشغلها غيرك، مؤمنًا بإصرارك وعزيمتك على أن تُطوِّر من نفسك، على أن تضع لك بصمةً في هذا العالم، على أن تكون مباركًا أينما حللت.