عندما أقرأ قوله تعالى: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)

أتساءل..

كم مرة يستزلنا الشيطان في اليوم والليلة؟ بشعور ووعي أو بغير شعور؟ماذا أودعنا بقلوبنا؟

وماذا كسبنا من عمل ؟

هل عملنا لنا أو علينا!!

ثم قرأت تعليقا ثمينا لابن القيم رحمه الله : «كانت أعمالهم جندا عليهم ازداد بها عدوهم قوة. فإن الأعمال جند للعبد وجند عليه ولا بد للعبد في كل وقت من سرية من نفسه تهزمه أو تنصره. فهو يمد عدوه بأعماله من حيث يظن أنه يقاتل بها، ويبعث إليه سرية تغزوه مع عدوه من حيث يظن أنه يغزو عدوه.فأعمال العبد تسوقه قسرا إلى مقتضاها من الخير والشر والعبد لا يشعر أو يشعر ويتعامى.ففرار الإنسان من عدوه وهو يطيقه إنما هو بجند من عمله بعثه له الشيطان واستزله به» .

نعم إننا لفي جهادنا الأعظم!

جهاد النفس والهوى كما قال رسولنا صلى الله عليهم وسلم، والإنسان قد ينصر بعمله وقد يخذل به!

عندما أتحدث عن الإنتاجية يراود البعض فكرة أن حديثي ترف فكري من باب قوة الطمع والهمة العالية ولكنه والله من باب الخوف واستشعار المسؤولية والحذر واستدراك الوقت والأعمار بما ينفع.. لئلا نخذل من قبل أنفسنا وعدونا الأول!

وما نلقاه في المواجهات الكبرى في الحياة ما هو إلا نتيجة للمواجهات الصغرى في حياتنا اليومية!

تلك العادات التي طبعت والتفاصيل التي لا نلقي لها بالا..