هَل سألتَ نَفسَكَ يومًا .. ما معنى أن يتشبّثَ الإنسانُ بشظايا أحلامِهِ وذكرياته ؟ لماذا لا يرميها خَلْفَهُ وحَسْب "بِحُلوِها ومُرِّها" ويبدأَ بتَكوين غيرها !! .. هل يَخشى فواتَ الأوان ؟ أم أنَّ قوانينَ الحياةِ قَدْ حَكَمَت عليهِ أن يَظَلَّ أسيرَ مَنسوجَةِ أحلامِهِ .. خَلفَ قُضبانِ ذِكرَياتِهِ ؟
ما الفائِدةُ مِن إعادة نَفسِ "السيناريو" أكثَرَ مِن مرّة .. بِنفسِ المُمَثِّلينَ والأدوارِ ؟ هَل تَظُنُّ بأنَّ الدنيا سَتُقَدِّمُ لك السعادَةَ على طبقٍ مِن ذَهَب ؟ كلّا ورَبِّ الفَلَق .. فالحياةُ كَدَرٌ وشَقاء .. والأمانيُّ والأحلامُ "جُلُّها" ألَمٌ واستِياء .. لَستُ أطلبُ منكَ ألا تَحْلُم .. وألّا تُحاوِل .. ولكِن .. لا تُمضي حياتَكَ وأنتَ تَبْكي على اللَبَنِ المسكوب .. فالحياةُ تَمضي .. والقافِلَةُ تَسيرُ .. وأنتَ بالخَيارِ ...
فَهَل ستَتْرُكُ رَكبَ الحياةِ يَمضي .. وأنتَ تُلاحِقُ أذيالَ ذِكرياتٍ جرَّعَتْكَ غَصَصَ الحياةِ المريرة ؟ ...
فَلتَنامي أيتها المشاعِر .. نامي ولا تَستَيقِظي .. فالكُلُّ مِن حَولِكِ صامِت .. الحياةُ صامِتة .. والأشياءُ جامِدة .. والمَعاني في سُويداءِ القَلبِ تالِفَة .. فاشغَلي تِلكَ الروحَ بِرَكعَةِ نافِلة .. بِسَجْدَةٍ في ظُلمَةِ الليلِ خاشِعة .. بِدَعوَةٍ من ذلك القَلْبِ المُغطى بالأسى .. فأينَ المَفَر ؟