نأبى أن ننفك عن ولعنا بتتبع التفاصيل المتوارية في الحياة الخاصة للشخصيات المؤثِّرة! وهل ترانا نبغي من هذا التلصص أن نعثر على نقيصة تدمر الهيكل العظيم لأبهة ذلك العَلم في ظنوننا الصغيرة ؟ أم أننا نبحث عن توكيد بمؤكَّدٍ افتراضي من أن العظيم يجب أن يستمر عظيما في كل شيء، حتى وهو ينام ويحلُم؟!


ما أَجِد أني بحثتُ يوما فيما وراء سطور المؤلفين الكبار عن مستهلات خصوصيتهم؛ إلا رأيتني خائبة الظن فيما فُضِح من أمرهم، أو تاركة التصديق بأنهم عظماء حتى في هذا الحد "المتواري"، فكلنا بشر، وكل ابن آدم خطّاء!؟


فعلام إذن كل هذا الفضول ؟!


"المتواري" صار -اليوم-السلعة الأكثر رواجا لا بالنسبة للمشاهير وحسب، إذ إن ما أقرته قنوات التواصل الاجتماعية من "باب رزقٍ" يفتَح لمن يهدرون خصوصيتهم باستعراض روتين حياتهم ، ودولاب ألبستهم، ومشاكلهم الجسدية والنفسية، ومستويات معيشتهم في تعدٍ صارخ على ما هو أخلاقي، وفارق اجتماعي ، وحرمة بيوت وخصوصيات أفراد- من  كل فئات الناس، كل هذا يقيس المرض الاجتماعي الإلكتروني الذي انبعث من انكشاف "المتواري".


فما الشكل الذي ستؤول إليه "الفردية" الاعتبارية بعد تحطيم هيبة "المتواري" من وجدان الفاعل والمتلقي؟ وهل مجرد النشر على الإنترنت يغفر عيب المتواري، أم يرسِّخ غموضه، وبالتالي جماليته، وبالتالي الأعداد الضخمة لمتابعته؟