عندما مرض والدي أبلغت أحد أقاربي برسالة واتس آب بأن الوالد في المستشفى فرد الله يشفيه  ورددت بعدها بفترة  جزاك الله خير  وانتهت المحادثة عند هذا الحد .. بعدها بأشهر عندما علم بطبيعة مرض الوالد تفاجأ واعتذر أنه لم يقم بواجب الزيارة لأنه لم يكن يعلم عن شدة مرضه ذلك لأنه لايحب أن يسأل كثيرًا طالما لم يبلغه أحد فالناس على قوله مستورين. بدوري أنا قلت له أنني لا أحب أن أضخم الأمور وأحمل الناس فوق طاقتهم وأعاتب من لم يسأل أو يزر فالناس معذورين. ولم يجد كلانا مايزيده على الموضوع.

عندما تأملت الموقف وجدت أن كلينا ممن يعدون بأنهم في حالهم ومايحبوا يتدخلوا في حياة الناس وتخيلت كيف لو أن كل الناس أصبحوا كذلك .. ربما سنمضي في حياتنا دون أن نعلم عن ما قد يصيب أحباءنا من نوازل الحياة  .. وهنا تذكرت أحد الأصدقاء الذي لايترك خبر فرح أو مرض أو وفاة أو إلا وينشره في قروب الواتس حتى أصبح محطًا لسخرية وأحيانًا غضب بعض أعضاء القروب الذين يصفونه باللقافة. وهنا تنبهت للدور المهم والخدمة الجليلة التي يقدمها "الملاقيف" فهم يربطون الناس ببعض ويملؤون الفراغات الاجتماعية الناشئة عن انشغال الناس بأمورهم الخاصة أو لتحفظهم من المبادرة بالأسئلة الشخصية. لذلك فهم بمثابة محفز لتكوين الراوابط الاجتماعية بين من تضعف لديهم المبادرات .. كما أنهم مصدر لمعلومات مفيدة قد لاتخطر على البال بسبب حرصهم على معرفة التفاصيل .. فدورهم مكمل ولايستغنى عنه رغم أضرار اللقافة الأخرى والتي يكون الملاقيف في العادة أول ضحاياها. لذلك إن كنت تحب أن تكون في حالك فاحرص أن يكون هناك ملقوف على الأقل في دائرتك الخاصة كي لا تصبح منعزلاً وتنسى الناس وينسوك.  وفي اللحظة التي تشعر فيها بالضيق من ملقوف تذكر كمية مايمكن أن تفقده في غيابه واحمد الله على نعمة اللقافة.