ليبيا. تحديات تحول ميزان الصراع لصالح من!
تحديات رئيسية في إعادة نظر سياسات الحرب الأهلية في البلاد، مع تصريحات نائب مجلس الرئاسي أحمد معيتيق لوسائل الأعلام الأمريكية "فاكس نيروز" في جملة تفصيلية واحدة عن دور الجنرال خليقة حفتر العسكري في الدولة الليبية.
كلمات من شخص مسؤول في حكومة الوفاق الوطني عن الجنرال المرابط حول العاصمة الليبية طرابلس، خليفة حفتر "رجل عسكري سيئ ليس له خطط من أجل تحقيق الرخاء إلى ليبيا، رجل لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالانتخابات ولا يريد التعاون مع المجتمع الدولي بل يرد العودة بالبلاد إلى حقبة حكم العقيد معمر القذافي."
لا يستطيع أحد تجنب الحسم النهائي لهذا الصراع وبسرعة لصالح إحدى القوى المتصارعة بعد تجديد مجلس الأمن قرار حظر السلاح على ليبيا عاما أخر، ولهذا لا نعتقد أن التطورات الأخيرة من المجلس الأمن تعمل على تجنب المزيد من الصراع الداخلي وتراجع القوات العسكرية العربية الليبية.
تواجه قوة الصراع في ليبيا تحديين، القرارات الدولي من منع تزايد تدفق السلاح وعامل الاستقرار داخل البلاد وهي درجة كبيرة من الخطورة في الفترة المقبلة التي تحدد جولة الإعداد إلى الانتخابات الشرعية الدستورية التي تعمل على انتقال ليبيا من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار السياسي والأمني.
الإنذار القادم من مجلس الأمن يعمل على ضرورة التخلي عن شراء صفقات أسلحة من دول مختلفة لكبح تأجيج الصراع الداخلي وإعطاء مهلة إلى العمليات التفاوض بين أطراف النزاع قبل الشروع على مواجهة عواقب وخيمة من بينها العقوبات الاقتصادية على ليبيا.
مستجدات الوضع العام وتداعيات الحرب الأهلية لن ترحب بها المنظمة الدولية التي ستفرض على ليبيا المزيد من العقوبات والمواقف الدول الأوربية والعربية ستكون مساندة إلى حد كبير تفعيل شروط وقف إطلاق النار الذي يجب أن تلتزم بها القوى المتصارعة داخل البلاد.
وأنني اعتقد في تقديري الشخصي بأن الخناق بين شقيه الداخلي والخارجي وبين انتخابات شرعية دستورية واستقرار الدولة الليبية سياسيا وعسكريا يعمل بدوه على كسب المزيد من التحديات التي تواجها ليبيا، لا مفر إلى زيادة تأجيل القرارات الحاسمة والعودة إلى مسار التسوية السياسية والعسكرية والاعتراف بجميع الأطراف المتنازعة.
إن المقاومة والاعتداء على العاصمة الليبية لن يعمل على تأكيد هدف ليبيا من بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي سوف ينعم بها أبناء الوطن الواحد من شرقه وغربيه وجنوبه ولكن مخاطبة العقول الرزينة من كف التحارب هي تلك العملية التي تؤدي إلى سلامة المجتمع الليبي من الانهيار الكامل.
ونترك الحديث عن انتخابات ليبيا القادمة جانبا لعدم اتضاح خارطة الطريق التي رسمها لنا السيد غسان سلامة في مراحلها الثلاثة التي لم ترى النور حتى الآن من جراء التصاعد المسلح على العاصمة الليبية طرابلس من مقاومة وهجوم.
الخارطة الجديد يجب أن تتم في تحالف كامل بين الإطراف المتصارعة لتضم كل الأطراف العديدة منها المسالمة التي لا تريد الحراب المسلح القائم اليوم على الأراضي الليبية ومن بينها أساتذة ودكاترة جامعات الدولة الليبية لكي يشاركوا بتنمية الحكم الدستوري.
وصول تلك النخب السياسية إلى المشهد السياسي يعمل بشكل نهائي إستراتيجية الانتخابات التي ترسخ فكر التداول السلمي لسلطة الدستورية وهو في تقديري التحدي الأخطر التعاطي مع القضية الليبية.
رغبت الشعب الليبي في التخلص من التسلح والتي جاءت لعدة أسباب، أبرزها ترسانة الأسلحة التي كانت تمتلكها ليبيا في الماضي والتي لم تجني إلا الدمار والخراب، ولكن في رغبة الشعب التخلص ومن الصراع المسلح والعودة إلى النظام السياسي المستقر.
هكذا نرجع بليبيا إلى تحول في ميزان الصراع لصالح النماء والرقي والتقدم والاستقرار ويكون لدينا درجة من الذكاء عندما ندرك أن الصراع لا يعمل على فرصة ذهبية لاستقلال ليبيا مرة أخرى والتخلص من مرحلة الدمار والفوضى الشاملة.
بقلم / رمزي حليم مفراكس