لن تكون رجلا ...


نعم أنا لا أملك حياة كحياتك المترفة ، لا أملك هاتف غالي الثمن ولا أحصل على مصروف يومي ، نعم أنا أنتظر مرور الباصات وأنت لا تحتاج لذلك لأنك تملك سيارة فخمة اشتراها لك والدك ، حياتي تدور ما بين تفكير في المستقبل والعمل جاهدا يوميا لمرور اليوم ، بينما أنت مشغول بالسهر والنوم ، بسبب أن والديك قد أقنعاك  بمستقبل جميل ، نعم أنا كبرت بالسن ولم أستطع الزواج ولا توفير مبلغ الزواج ، لا أملك منزل كما أنك تملك منزل ، وها أنت مقبل على الزواج ، وسوف يتحقق لك أمرا يتمناه الكثير من الشباب ،   لكن يجب أن تعرف أمرا مهما وحقيقة يجب أن تعلمها ، أنا لم أتمنى أن أكون مكانك ، أتعلم لماذا ؟!


لأنك لازلت طفلا ولم تصبح رجلا ، لأني على يقين أن ما أنت فيه سوف يذهب عندما يسحب والديك أيديهم من تحتك لتسقط في حقيقة أنت فيها لازلت طفلا ولم تكن رجلا ، ولن تستطيع أن تعيد تلك الأشياء التي ذهبت ، لأن الأطفال لازالوا صغارا على فعل ذلك ، بينما أنا مع مرور الأيام وتخطي المصاعب ها قد تزوجت امرأة تحبني وأحبها ولي منها أطفال هم رجال ، أصبح لدي منزل وأسرة لأني مؤمن بأن الله مع الصابرين الذين صبروا على مرارة الحياة وابتغوا رضاه في كل شيء وسمعت كلام النبي صلى الله عليه وسلم وامتثلت لأمره عندما قال: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه»

 وقال «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده»


محمد النجاري