حين تستأنف عملا إلى سابق عهدك به، فإنه يتطلب منك جهدا أعلى من جهد البداية، من هنا قد لا تصدق في حق البشر -دوما- القاعدة ؛ أن الإعادة أهون من البدء!

ولعل التوقف عن الكتابة لأي عارض مؤقت، يجعل من استرجاع أبعادها في الوقت والعقل والقلب طقسا قاسيا من الانسلاخ عن كل ما هو آخرٌ غيرها.

لقد تمضي المشاغل بأوزارها، ونبقى -نحن- على التوالي في مواجهة "التعنت" الملتف حول فكرتنا التي نريدها كلمات وسطورا، إلا أن ما يجذبنا من وجودٍ أصيل لنا بين النقطة والنقطة- يجعل من الكتابة رهبانية تكليف، لا زهد رياء.

ثمة عذوبة  نسمح بأن تغرق فيها كينونتنا رجاء أن نؤول كلمة ترن مسمع الخلود، فحتى مع تشوه نظرتنا لأنفسنا تستجيب كلماتنا لنبوءة التطهر الموعودين بها، بل وتصدقها، وتعتنقها، وتصدر عنها ! ولعل "الصدور" هذا يقطع لنا بمغفرة التجاهل والتقصير والتعثر في اختيار الهدف الأفضل. 

التطهر بالكلمات سيماء مَن يأنفون أن يظلوا على ما هم عليه.