ضبابٌ في الرؤية...

الضباب يُعانق ادارة البارسا..  والعواصف تُخلخل قلوب الجماهير..
اّنَها فوضى عارمة.. سببها الهالة التي خلقها فالفيردي في تمجيد النتائج فقط!
والتخلّي عن هُويِّة النادي الحقيقية في سبيل تحقيق المجد الاوروبي ومعادلة رقم ريال مدريد الكبير.

ان الادارة تتخذ منحنى غريب نوعاً ما في جلب المدربين، فغالباً ما يكون مدرب عادي غير لامع باستثناء فان خال الذي اتى وكان بحوزته لقب دوري ابطال اوروبا مع اياكس الهولندي.. ف ريكارد وغوارديولا و تيتو وتاتا و انريكي والاخير فالفيردي هم مدربين مسيرتهم التدريبية عادية،  نرى جميعاً انَّ ادارة بارتيميو تبحث عن مدرب "yes man" لا يمتلك شخصية قوية يقف في وجه صفقات الادارة وفي وجه اعمال الادارة الغريبة نوعاً ما!
اضافةً الى كل هذا فهي في بعض المحطات الحاسمة والملموسة تخضع لاراء الجماهير في ابرام الصفقات ما يضر احياناً بصحة الفريق.
وليس هذا وحده فهم يغامرون ومنذ سنوات في جلب صفقات واسماء شابّة بمبالغ مرتفعة جداً مما يُؤدي الى خسارة المبالغ نظراً لفشل اغلب الصفقات الشابة في اخر السنين..

- المياسِم البيضاء بالقُرب من المستنقَع تنمو أم تَضمُر؟

ربما نجد نور المستقبل في ميسَم وردة.. ونحن غارقين ملوثين بمستنقع دامس اللون
لحسن الحظ يقع ميسَم الوردة الى جانب المستنقع فهو لم يشرب من قذارة مياهِه.. وانما البعوض من حاول ان ينقل التلوث اليه.... لكنّه لا زال على قيد الحياة.

اللاماسيا التي لم تخذل النادي إلى أن خذلها. اليوم  تشهدُ اندثاراً بعد بيع العديد من المواهب الشابة الى الفرق الاخرى بمالغ زهيدة واستبدالهم بصفقات من نفس الاعمار بمبالغ فلكية.
اضافةً الى طمس ثقافة النادي رويداً رويداً بأسامي مدربين ربما لا يتناسبوا مع ثقافة النادي التي ابتكرها "العرّاب" كرويف، فَجَلب فالفيردي و طرح اسامي مدربين لا يتناسبوا كلياً مع اسلوب برشلونة المعهود.. يُفقد ثقافة النادي رويداً رويداً.


"ومن الحُب ما قَتَل"

الجماهير تعيش في حالة من الوهم الغير طبيعي ربما نتيجة الصواعق الكهربائية التي تعرضت لها على مدار السنوات..
قطاعًا عريضًا من جمهور برشلونة قد انجرف في تيار تمجيد النتائج، والنزعة البرجماتية، ولأسباب عديدة اصبح تبرير الكوارث لضعف الامكانيات او لعدم تناغم الادارة مع المدرب في ابرام الصفقات..
وهنا يبرُز عنوان "ضياع العقل لا المنهج"
فالبارسا لم يعتمد يوماً على الاسامي اللامعة في حصد الثمار وانما على الاسلوب الذي يُكوِّن افضل افضل فريق في العالم.
الجماهير ايضاً في بعض الأحيان تطالب الادارة في ابرام صفقات وتضغط عليها بكامل قواها
مسببةً بذلك فشل الصفقات القادمة لسببين..
الأول: امكانية تعارض مراكز اللاعبين مثل كوتينهو الذي كان مع ليفربول ولا زال في المنتخب يلعب كلاعب حُر.. وفي برشلونة ميسي هو اللاعب الحُر.. فكيف يمُكن ان يدخلا اساسيين في نفس التشكيل.
الثاني: هو ان اللاعب القادم مُخيَّر في البارسا امّا النجاح او الفشل دون الحل الأوسط.. على عكس كُل الفِرق، نتيجة مقارنته بلاعب استثنائي من الجيل الاستثنائي في عام 2011.

 
في السِباق.. الساق الواحدة لا تنتصر ولو كانت من ذهب!

عنوان واضح يشرح اعتماد الميستر فالفيردي على الايقونة الارجنتينية ولو كان البولجا من ذهب الى انه سَيَهلك يوماً ما ويسقط.

انَّ صُلب استراتيجية فالفيردي هي قُبول اللَّعِب وانتظار المساحات للقيام بالمرتدات العشوائية بالاضافة الى تفضيل اللعب بمتوسط ميدان مُسَطَّح لا يستطيع تدوير الكرة لانعدام مثلثات التمرير والتركيز على الجهة اليُسرى فقط، تِلكَ الاستراتيجية التي قرر جزء من جمهور برشلونة تمريرها والتغاضي عنها لأن النتائج كانت مرضية، الى أن أتت كارثة الأوليمبيكو وبعدَها الأنفيلد.
لم يعد برشلونة The Master Of Spaces، تلك السيادة التي اكتسبها الفريق عبر سنوات، بَذَل بيب في ترسيخها جهدًا ضخمًا. كيف تتحكم في الفراغات، وكيف تخلقها وتستغلها، لم يعد هذا موضِعَ الدرس لأننا انتهينا في 2019 إلى نظرية فالفيردي، وهي أنني لا أحتاج الى تلك المفاهيم المعقدة طالما توفرت لديَّ آلات جري عملاقة كباولينهو، كفيدال والدمية الكرواتية الخربة.
تغاضى الكل عن سلسلة الأداءات المزرية أمام ريال مدريد؛ لأن النتائج كانت تخدم رغبة الجمهور في إذلال الخصم، لكن أحدًا لم ينتبه إلى أن هذا الخصم قد اعتاد (في الحقبة الأخيرة بالأخص) على هذه الفضائح.. من البارسا أداءً ونتيجة، وأن شيئًا أساسيًّا مفقودًا في البارسا الحالي؛ أن هذا البارسا لم يعد قادرًا على فرض نسقه في المباريات، بل أصبح خاضعًا للخصم والرتم الذي يفرضه.

الحل بتر الساق الذهبية واستئصال الوَرَم الدماغي

إن التأكيد على ضرورة رحيل فالفيردي هي مأساة في حد ذاتها، وهي مأساة لأنه حتى كتابة هذه السطور لم تصدر عن النادي، كل ما يخرُج هو مجرد تَكهُّنات، يجب على نادي برشلونة الاستغناء عن ليونيل ميسي... والبدء بتكوين جيل جديد.
كما نَعلم لكل مجال من مجالات الحياة كالفيزياء، الموسيقى والفلسفة.. عبقري ففي الفيزياء اينشتاين والموسيقى مثلاً بيتهوفن

وفي كرة القدم... ميسي!
رغم سلاسته باللعب وبساطته... في الفريق الحالي واخر السنوات لا يجد من يفهم قوة بساطته باللعب، الشيء الذي اثرَّ سلباً على الفريق، نجد بساطة تشافي وانيستا في الميدان ادت الى تناغمهم مع ليونيل ميسي.. فهم عباقرة كذلك!
بالاضافة الى تَغَيُّر طريقة لعب "البرغوث" الارجنتيني ففي الماضي كان ينتظر الكرة من تشافي وانيستا.. واحيانا لا يمرران له الكرة، كما كان اكثر حركة وسرعة..
الان ميسي اختلف كلياً أصبح يُحِب الكرة في كلتا قدميه اكثر، ويقوم بدور صانع الالعاب وهذا ما يُصعب المهمة على زملائه بالاضافة الى عدم قدرته على تطبيق الضغط العالي، فتشعر ان الفريق يلعب بعشرة لاعبين نظراً لِكُبر سنّه.
لكن كل ذلك سوف يَتَوقَّف على المدرب القادم الذي سوف يعمل في أرض محروقة، وسيكون عليه استعادة شخصية الفريق وإعادة تركيبه من الداخل، لكن إذا جلبوا لنا اليجري أو أيًّا من أشباهه، فإن الجولف سيكون ملاذًا آمنًا.