إلى معالي وزير التعليم الدكتور/ عزام الدخيل                        حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ...                                        وبعد،،

 

لعل الله اختاركم ليهيء بكم أمر رشد تحفظ به هذه الأجيال من الضياع ويعز فيه هذا البلد بالعلوم والمعرفة. إن من أعظم ما يمكن أن تقدموه لهذا البلد ولهذا النشء هو تعليمهم مدى تأثير الطاقة على حياة الإنسان وعلى مستوى الشعب السعودي خاصة. إننا نستهلك ما يفوق استهلاك أمريكا من الطاقة رغم الثورة الصناعية التي تعيشها أمريكا ورغم عدد سكانها! تدعم الدولة قطاع الطاقة بما يقارب 162 مليار ريال سعودي وهذا ما يجعلنا لا نستشعر قيمتها، ولا غرابة أن يغادر الطلاب فصولهم أو القاعات الجامعية دون أن يكترث أحدهم بإطفاء المصابيح أو أجهزة التكييف. إن توفر الطاقة أحد أسباب الرخاء والنهضة التي نعيشها اليوم؛ وإنه المستقبل الذي تؤمل عليه الأمم. أيمكن تصور حياة بلا ماء أو كهرباء؟

لذلك نناشد معاليكم بأن تستخدم أفنية المدارس والفصول وقاعات الجامعات في ترشيد استهلاك الطاقة من كهرباء وماء ووقود. لا بد أن يقع في أفئدة هذه الأجيال قول الله تعالى "منها خلقناكم وفيها نعيدكم" وهي إشارة سماوية بأن الإنسان مربوط بالبيئة ويلزم الحفاظ عليها لتكون مكانا صالحاً لحياة البشر، وعلى ذلك نتمنى أن تدّرس هذه الثقافة وأن تستخدم المدارس حاويات التدوير لنظفر ببيئة خضراء نظيفة. الطاقة البديلة هو المجال الذي يتجه العالم نحوه ونحن دولة أمدها الله بمصادر الطاقة البديلة فلا بد أن تلزم الجامعات والمراكز البحثية بتقديم البحوث وإشاعة هذه الثقافة وتطبيقها على أرض الواقع وتحقيق ما يلزم لتكون الدولة رائدة في هذا المجال.

إن إشاعة هذه المفاهيم والعمل عليها يجعلنا نكسب أجيالاً محافظة على الموارد مدركة قيمة الطاقة ومدارس للقيم والتعليم، كما نكسب دعماً مباشراً يساهم في ازدهار الدولة ونموها. سائلين الله أن يمدكم بالعون على تحمل هذه المسؤولية، وأن يلهمكم الصواب والسداد ..