بعد ليالي تشهد الختام يتلوها فجرًا يشهد النور
تصدح فيه المآذن سبع تكبيرات، الله أكبر وأتممنا الشهرَ،
ومع خروج الناس من بيوتهم رجالًا ونساء وأطفال لتكتسح ساحات المصليات بهم، تخرج من بين الغيوم شمس يوم الفطر المبارك تُرسل شعاعها بتوسعة مداخل الفرح في القلوب، وكأن السماء تهطل بالحلوى التي تسكن الأرواح فتتزاحم الأصوات بالتبريكات وترتفع الضحكات وصوت أحباب الله في الممرات، اليوم عيد اليوم سعيد، اليوم العظيم والشعيرة المقدسة اليوم نحن ضيوف الله، أهلٌ اجتمعوا وأصحابٌ تواصلوا وأحبابٌ التقوا بمشاعر تكاد أن تفوق السماء فتمطر التهاني وتحل البركات، وجوه مبتسمة لا تعرف العبوس وأعين لم تنم تستعد لهذا اليوم العظيم رغم النعاس الذي يغشاها لا تزال ترتقب فرحتها لتكتمل، وخلف الأبواب صوت المذياع يصدح بخطبة صلاة العيد من قلب مكة لتستعد الأم كالفراشة الزاهية تُحضر أروع أنواع البخور الذي خصصته للعيد بعدما أعدت أشهر الأطباق بفرح، وأبًا يقبل مبتسمًا يمد بعيديته للأطفال هذهِ فرحة الجميع، وتخط الأخت كحل عينيها بعدما ارتدت الأمل مع ارتداء أجمل الفساتين منتشية تغني للعيد، يقبل الأخ كالعريس يبتسم وبالكاد يلتفت خوفًا من أن ما على رأسهِ يميل، يخرج الرجال فيلتم الجموع في أحد الممرات يلتقون،
اليوم عيدنا جميعًا فلنتشارك أسمى المشاعر، الشمس تغوص في أعماقنا بفرح تنادي هيا يا أجمل ألنساء فيخرجن بالخمار يتزاورن من دارٍ إلى دار ويطرق الأطفال الأبواب، صوت العيد في صوت المفرقعات وحلوى العيد التي تُزف فتُزف معها حلاوة أيامنا المقبلة.
لا غلٍ ولا حسد ولا عِداء وخِصام، اليوم سنطهر قلوبنا من الحقد وسنجدد التسامح بيننا، سأمسك بيمينك لنبدأ بداية صفحاتنا الجديدة ونعيد العيد بمودتنا وتقاربنا، لا يهم من بدأ أنا سوف أبدأ وإن لم تكن قريبًا سأحاول الوصول إليك كيفما كان ذلك حتى وإن كان بحمام البريد.

رسالةُ العيد، أما بعد:
مع لمة الأهل والأصحاب وتلاقي الأحباب عيدي ليس بسعيد بغير تسامح قلوبنا وتقاربها، عيدي ينقصه الرضى ليرضى الله عني فكيف لنا أن نقابل الخالق ونحن في خصام؟ وهجرًا وقطع وصال؟؟
هذهِ قبضةُ يميني أمدها إليك تختبئ داخلها حلوى السلام وتتطاير منها فراشات الود والوئام، وتبقى بين أصابعها القرب الدائم، هيا يا صديقي ويا عيدي ويا يميني ويا جزءٌ من قلبي فلنتسامح فاليوم فطرٌ سعيد اليوم عيد..