المجرمون مستعدون لفعل أي شيء في سبيل تحقيق مصالحهم اللامتناهية,احرقوا مطار العاصمة الدولي النافذة الوحيدة على العالم ,بما حوى غير آبهين بما يمثل احراقه من معاناة لسكان العاصمة والمنطقة الغربية بمجملها لجمهور المسافرين لأغراض متعددة,فكان البديل قاعدة امعيتيقة الجوية التي تم تكييف عملها لتتناسب ومتطلبات المسافرين وتخفيف اعباء السفر.
المتعارف عليه ان الاماكن العامة التي تقدم خدمات للمواطنين يتم تحييدها ابان الحروب لكي تستمر في تقديم خدماتها ,ولأن من يقبعون داخل اسوار العاصمة ويتحكمون في مصيرها بل مصير البلد بأسره نظرا لاستحواذهم على مقدرات الشعب من خلال البنك المركزي الذي تودع فيه كافة مبيعات النفط او الغاز(الذي يصد ر بطرق رسمية-اما ما يتم تهريبه فيذهب رأسا الى جيوب المجرمين)لا يعترفون بالمواثيق والأعراف الدولية ولا يولون أي اهتمام للبشر ومتطلباتهم,بل يعتبرونهم مجرد قطيع من الحيوانات يجلبون لها ارذل انواع الاعلاف وان استدعى الامر يعمدون الى قتلها فلا حاجة لأكلها,فترمى على قارعة الطريق.لبث الرعب في نفوس كل من تسول لهم انفسهم للتعبير عن مدى سخطهم مما يحدث.
خمس سنوات من القتل والتدمير والتشريد وإهدار المال العام,اصبحت الخزينة على وشك الافلاس رغم ان صادرات النفط والغاز لم تتوقف يوما,المجتمع الدولي غير مكترث بما يحدث للناس,فهناك قضايا عالمية تسترعي اهتمامه,بل يغض الطرف عن قيام بعض الدول بتزويد حكومة الوصاية بكافة انواع الاسلحة والمسلحين الذين يطردون من بلاد الشام تباعا عبر تركيا وبتمويل قطري.
يخوض الجيش الوطني الليبي معركته لتحرير العاصمة من براثن الميليشيات التي اتت على الاخضر واليابس ,لم تعد قوات حكومة الوصاية تسيطر إلا على شريط ساحلي جد ضيق لا يتعدى عمقه 20 كيلومتر(تنقص او تزيد قليلا) اما طوله فهو يمتد من سرت الى الحدود التونسية,اشبه بربطة عنق يمكن ان تلتف على صاحبها فتخنقه في اية لحظة وينتهي الامر.
الميليشيات المسيطرة على العاصمة لم تعد لها حاضنة شعبية,ندرك ان الحرب قذرة وللبشر في زمن الحروب بعض الحقوق منها الحصول على التموين وعدم التعرض لهم عند التنقل,ولان مجرمينا قد فاقوا كل تصور في تصرفاتهم الخبيثة,يعمدون الى اذلال الناس وتحقيرهم والقبض على الهوية,ووقف المواد الغذائية والوقود عن المناطق التي انتفضت عليهم.
حكومة الفرقاطة وما تمثله من العصابات الاجرامية بالعاصمة والموالون لها من بقايا مجالس بنغازي ودرنة الارهابية يهدفون من خلال استخدامهم لمطار امعيتيقة الى اقفاله (فالجيش لن يسمح باستخدامه ضده) وبالتالي فان الخاسر الاوحد هو جمهور المسافرين,وسوف يلقي المجرمون باللائمة على الجيش لإنهاء الحرب وذلك مبلغهم لأنهم اصبحوا يدركون ان معركتهم جد خاسرة بعد ان فشلت كافة استغاثاتهم التي ما فتئوا يطلقونها,العون التركي القطري لن يكون ذا جدوى فتأخير التحرير ولو لبعض ايام لن يفقده بريقه,بل سترفع الغمّة التي جثمت على صدر الشعب وستنطلق مسيرة البناء والمصالحة,فالوطن يتسع الجميع.
متساكني العاصمة,امعيتيقة تستغيثكم لأجلكم,فهبوا بالتحرك ليس لأجل قذف الميليشيات وحكومتهم في البحر,فذاك امر متروك لقواتكم المسلحة التي صممت على اجتثاث الارهابيين وأعوانهم من جذورهم,بل لتحييد امعيتيقة وجعلها مطارا مدنيا,وإلا فان التنقلات ستكون جد صعبة ان لم نقل مستحيلة.وفي كل الاحوال فالنصر بعون الله آتٍ لا محالة .