أشعر أن قلبي فارغ تمامًا.. يجول الحزن والفرح على أطرافه اما في جوفه فلم يصله شيء.. وكل هذا الشعور لم يكنّ حقيقيًا، لم يمسسه شيئًا، كل هذا التعب كان نتيجة الدفاع عنه.
كنت وكان... كِلانا كنا ننتظر، ننتظر ذلك الألم الذي كان يرقص أمامنا، لم يكُنّ يذهب ولم يكُنّ أيضًا يبقى، كان يأتي من بعيد يهبطُ قليلاً ثم يرحل سريعًا، كنت أفزع منه و أنهض، كان قلبي يرجع للوراء، للخلف كان يوشك على أن يهرّب من ظهري..
إنها خدعة الحزن، ولعبة تخفّي الفرح..
الشك يدفعُنا للتأكد، بينما كان من المفترض أن نُصبح أصدقاء اليقين، أن نُصدّق مانشعر، وأن نُكذب مانرى، كل المخاوف التي كنا نعتقد بأننا حين نوصل لها سننهار وسنفارق الحياة مخذولين منهكين كانت من أهم مراحل إنطلاقنا نحو حياة مكتظّة بالمساوئ كانت أفضل وسيلة للنّهوض، وأسرع مايمكن أن يشعرنا بأننا أقوياء بما يكفي كي نستمر في خوض ماهو أصعب من ذلك، كان مفهوم الصعوبة لدينا هو الخوف من البعيد وعدم الأقتراب، بينما كان الأقتراب أمر لا بد منه، كان أسهل بكثير من إستراق النظر..
إذاً، كل ماكان وكل ما قد سيحصل، أصبح واضحًا..
إن القلب محكم بأسوار، و إن هذا الألم قوي بما يكفي لكسرها، وتوجد نافذة واحدة، لا تتسع الا لدخول الفرح.