الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل .. نامت المدينة . سكنت الحمامة وباتت بجانب صغارها .. أقفلت الدكاكين والأسواق وأنهت يومها ..
أسدلَ الظلامُ سِتارهُ ؛ لِتُضيئ السماء بالمجرّات والنجوم اللامعة .. أرسلت الرياح هوائها الطلق ؛ لتُداعب أغصان الاشجار .. طرقت حبّاتُ البرد الشبابيك ؛ لتُتوّج الكون بلَمسَاتها النقيّة ..
لا أعلم ما سبب رغبتي في تناول كوبٍ ساخن من الشاي الأخضر أمآم المِدفأة .. أخذتُ أسير بخطواتٍ مُتثاقلة . الأرض مسكونةٌ بجليد أصاب أطراف أصابعي بشللٍ نصفي تتآكلهُ البرودة ..
جلستُ أمآم النيران المشتعلة .. أُراقب شغفي في الحياة يتساقطُ رماداً .. تحترق رغباتي الصغيرة تحت عبارة مُسمّاهه ...لا تتناسب مع الزمن
صراعٌ تخطى مِئات الحدود ، تخطى عقارب الساعة .. ؛ ليقُاتل نفسه في جبهة المنتصف ..