إستيقظتُ هذا الصباح على غير العادة .. قمتُ بترتيب سريري ، وتنظيف أسناني بالفرشاة .. تناولتُ كوب الحليب وقطعة الكعك المُنقّطة بالزعتر ..
ينتابُني مشاعرٌ مُزدحمة بالقلق والفرح .. لرُبّما حقائبي كانت بانتظار ؛ إنتشالها لـِ بُقعةٍ يملؤها الهواء المُفعّم بالحُرية ..
إرتديتُ سُترتي الدافئة ، أسدلتُ الوشاح الصوفيّ على رقبتي مُمتدّاً إلى أنفي وشفتاي .. والقُبّعة مُتمركزةً على رأسي وبيدي مِظلّتي ؛ لـِ تتفادى قطرات المطر الباردة ..
أخذتُ أنتظر في ساحة المطار .. حتّى أتى موعد الإقلاع ، تناولتُ حقائبي وسرتُ نحوَ الطائرة .. إستقرّيتُ في المقعد الخلفي بجانب النافذة ..
رأيتُ البيوت نقاطً ضعيرة وكأنّما أرى الأحلام تتلاشى قيمتُها كُلّما زاد الإرتفاع .
بعد مرور ساعاتٍ على الطيران .. حان وقت الهبوط ؛ لأُعانق أحلاماً جديدة في بلادٍ جديدة .. خلعتُ قبعتي وألقيت بالوشاح أرضاً ؛ لتداعبُه الرياح .. بدأتُ أتراقصُ فرحاً لرؤية تلكَ الأحلام .. وكأنّها تدندِنُ لي مِثلَ العصافير ، تُصدِرُ جرساً موسيقياً يترنّمُ بين الأرجاء .. أفرغتُ حقائب أحلامي الرمادية التي إستوطنتها نيران الحرب العالقة في صدري وأبدلتُها بحقائِبَ سعادتي ؛ لتكُن مُزهرة دوماً مِثلَ فؤادي ..
لِـ تكُنْ ... حقائبَ حُرّيتي .. 🍃