ثلاثة قمم استثنائية متتالية في مكة,خليجية وعربية وإسلامية في اواخر الشهر المحرم علّها تصادف ليلة القدر فيتحقق ما يريدون! فهل فعلا تسعى الدولة المجتمعة الى رأب الصدع بين اعضائها؟هل ستعود قطر الى الحضن الخليجي للمساهمة في بناء تكتل اقليمي ربما استوجبته الضرورة لحماية مقدراتها الاقتصادية وكيانها مما يحاك لها,وهل تنأى قطر بنفسها عن جماعة الاخوان المسلمين (صارت قطر والإخوان متلازمان كاتمهما توأمان سياميان)التي اتخذتها مطية لتشتيت الوطن العربي وشل قدراته وجعلها لقمة سائغة في افواه الأعداء؟هل تقوم الدول الخليجية مجتمعة بمراجعة مواقفها والتبرؤ من اعمالها الشريرة في حق اخوانها العرب الاخرين ضمن مسلسل (الربيع العربي)القتل والتدمير والتهجير لشعوبها؟ وقد انفقت اموالا طائلة,لو انفقتها بالداخل لاستطاعت ان ترتقي بنفسها الى مصاف الدول المتحضرة,ولو تم استثمار تلك الاموال في بلدان عربية اخرى لجلبت الخير والسعادة لسكانها وعادت بمنافع مشتركة تساهم في ربط عرى الاخوة والصداقة بين شعوبها.

ماذا عن صفقة القرن الخاصة بالفلسطينيين الذين يتلقون المساعدات من الافرنج بينما اموالنا تذهب الى جيوب الاعداء وان بطرق غير مباشرة؟ القدس اصبحت عاصمة للكيان المحتل وأراضي الضفة يتم قضمها بفعل المستوطنات,والأقصى على وشك الانهيار بفعل الحفريات عن الهيكل المزعوم,قطاع غزة يجسّد ضمير الامة بفعل صموده في وجه آلة الحرب الصهيونية, التي تجرب اسلحتها الفتاكة ضد متساكنيه حيث تساهم دولنا جميعها في تجويعه,ليسهل خنوعه وإخضاعه,فالعبد يتمنى ان يرى (اخوته)عبيدا مثله ليتأمّر عليهم,ولينال رضى اسياده عنه.

اما بخصوص الحديث عن الدعوة الى عدم تدخل الاخرين في الشأن العربي,أ ليس العرب وبالأخص دول الخليج هي من ساهمت بافتعال المشاكل ببعض الدول وزعزعة استقرارها؟,ألم يقم هؤلاء بتدويل تلك الازمات ما ادى الى فتح الابواب على مصارعها للتدخل الاجنبي ومنها دول الجوار الاسلامية المتمثلة في ايران وتركيا,لم تكن هاتان الدولتان لتتجرآن على التدخل في الشأن العربي الداخلي لولا الانحطاط وانعدام الضمير لبعض دولنا,لتجعل من نفسها اداة طيّعة في ايادي المستعمرين,ولإيهام الاخرين بأنها دول اقليمية فاعلة وما هي إلا اجسام كرتونية يلهى بها ويمكن حرقها عند الضرورة بفعل نفطها وغازها.

المؤكد ان العرب ليسوا اقل شان من دولتي الفرس والترك,وبإمكانهم تحقيق التوازن في المنطقة لو خلصت النوايا واستخدمت المقدرات بالداخل ليستفيد كافة ابناء الوطن العربي ويعم الخير والأمان والاستقرار,عندها وفقط يمكن للعرب ان يتشاركوا مع غيرهم من دول الجوار الاسلامي ليكون للمسلمين شأن,ويقارعون مجتمعين مخططات الاعداء.

 العرب منذ غياب او تغييب الزعامات,اصبحوا كأوراق الخريف تتساقط فتذروها الرياح وساحات للصراعات الاقليمية والدولية,يبدو ان هناك سيكس بيكو جديد بالمنطقة,فالعراق لم يعد دولة,كيان بثلاثة رؤوس ينبئ بالتقسيم بين مكوناته العرقية والمذهبية اما سوريا فإنها لا تزال في مرحلة مخاض وبخصوص ليبيا فهي كيان تتحكم في قدراته مجموعة مرتزقة وشداد آفاق اتوا على الاخضر واليابس والشعب في معاناة مستمرة.

ويظل املنا معقود على القوى الحية بامتنا العربية للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضدنا لإفشال صفقة القرن وتمزيق الوطن.

السؤال هل سيكون المجتمعون اهلا للتحديات؟

نتمنى ان لا تكون مقررات القمم الثلاثة مجرد حبر على ورق كسابقاتها.وان لا تكون صور المجتمعين شاهدة عليهم وليست لهم.