بقلم / حسام السندنهورى

30/5/2019

[email protected]

فشل " بيبى" (اللقب الذى ينادى به ترامب نتنياهو) فى تشكيل حكومة جديدة و ذلك بعد انقضاء الوقت المحدد له لتشكيل الحكومة فقد اعلنت وكالات الانباء خبر الفشل فى الساعات الاولى من يوم الخميس الموافق 30/5/2019

لتتشابك الخيوط السياسية و تتعقد اكثر خصوصا فيما يسمى بصفقة القرن و التى اعلنت الادارة الامريكية عن اصدارها بعد العيد الصغير (عيد الفطر) و التى من المفروض ان يكون بيبى قد انتهى قبلها بايام من تشكيل حكومتة لتبدا مرحلة جديدة فى الشرق الاوسط بخصوص عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية

و من متابعة الاحداث الجارية على الصعيد الإسرائيلى بخصوص اجراءات تشكيل الحكومة فانه يتضح لنا ان هناك هدف واحد للتيارات الاسرائيلية بمختلف اتجاهاتها فقد استشعرت هذه التيارات انه من الممكن ان تشكل صفقة القرن انفراجة فى قضية السلام فوضعوا العقبات و اولهم و على راسهم افيجدور ليبرمان الذى عارض تجنيد اليهود المتدينين المتشددين الى الجيش الاسرائيلى و التى كانت عقبة امام نتنياهو فى تشكيل حكومتة كحجر عثرة فى طريق تشكيل نتنياهو للحكومة

وعلى امريكا ان تتحمل وحدها خطا تاجيل الاعلان عن صفقة القرن و التى كما يقول بعض المراقبون انها كانت متاكدة من تشكيل حكومتة

حيث ذكرت جريدة الشرق الاوسط اللندنية بتاريخ 28/5/2019 قول ترامب على تويتراثناء زيارته لليابان "امل ان تسير الامور على ما يرام بالنسبة لتشكيل ائتلاف اسرائيلى ونتمكن انا و بيبى (لقب نتنياهو) من مواصلة جعل التحالف بين امريكا و اسرائيل اقوى من اى وقت مضى امامنا الكثير لنفعله!"

فها هى الادارة الامريكية و على راسها ترامب تفشل فى توقع خيبة امل نتنياهو فى تشكيل حكومته فما العمل الان اذا بعد فشل نتنياهو فى تشكيل حكومته

ستجرى انتخابات جديدة فى سبتمبر 2019 و الى ذلك التاريخ ماذا ستفعل اسرائيل و هل سيتم تاجيل صفقة القرن الى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة فى هذا التاريخ ام ان نتنياهو يملك صلاحيات الموافقة على هذه الصفقة الى ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة

اسئلة تبحث عن اجابات ومنها ماذا لو لم تتم صفقة القرن بين الفلسطينيين و اسرائيل و هل تملك الادارة الامريكية خطط بديلة للسلام بدلا من صفقة القرن فى حال فشلها سواء بسبب الظروف الاسرائيلية او لرفض الفلسطينيون لبنودها

وهل اتفق الساسة فى اسرائيل من تحت المنضطدة لافشال نتنياهو فى تشكيل حكومة وذلك بهدف افشال صفقة القرن الامريكية و ما يستتبع ذلك من عدم قيام دولة فلسطينية و هذا هو الهدف الاكبر لاسرائيل وشعبها و تطبيقا للمبدا القائل بان الغاية تبرر الوسيلة خصوصا ان نتنياهو لم يصدر عنه تصريحات معارضة لصفقة القرن بالاضافة الى حرمانه من سبق سياسى متمثل فى انهاء النزاع العربى الاسرائيلى(الفلسطينى) فى عهدة و تحت ظل رئاستة للحكومة

ام ان الامور تسير وفقا لمصلحة اسرائيل فى ظل التوترات الراهنة بين امريكا و ايران حيث ستعلل اسرائيل بعدم دعمها لامريكا فى حال نشؤ حرب بين الطرفين بانهم فى مرحلة انتخابات و مشغولين بتلك الانتخابات مما يقوض فرص دعم امريكا عسكريا او سياسيا فى تلك الحرب حال نشؤها و لعل اسرائيل فى حقيقة الامر متخوفه من ايران و احتمالية شن هجوم ايرانى على اراضيها او مصالحا او سفاراتها الخ عن طريق اذرعها مثل حزب الله و حماس اذا ما دعمت امريكا فى تلك الحرب او حتى فى حال دعمها للعرب اذا ما اشتبكوا فى تلك الحرب مع ايران و ستكون حججهم الانتخابات التى ستجرى فى سبتمبر القادم اى بعد ان تتضح الامور ازاء ذلك الملف الايرانى

ان الامور فى اسرائيل اصبحت متشابكة كتشابك الخيوط مع بعضها البعض و التى يصعب فصلها عن بعض و الحل الوحيد هو الانتظار لما ستسفر عنه الاحداث فى الايام القادمة

فكلمة السر فى ما يحدث فى اسرائيل هو صفقة القرن و الملف الايرانى