الجواب موجود في نص القرآن بأن الله الرحمن الرحيم وملائكته يصلون على الذين أمنوا ليخرجهم من الظلمات إلى النور، قال عز وجل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ¤ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ¤ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب: 41 - 43)

فكيف هي صلاة الله وملائكته على عباده المؤمنين وعلى نبيه الكريم!؟

اختلف المفسرون في تحديد كيفية هذه (الصلوات) فقالوا صلاة الله على عباده هي رحمته لهم وبركاته عليهم وانزال السكينة عليهم، وقالوا هي ذكرهم بأسمائهم واشخاصهم والثناء عليهم في الملأ الأعلى،وبمجرد ذكر الله لك أنت شخصيا في نفسه أو عند ملائكته فإن هذا يزيد من قربك من الله ويزيد من نوره في قلبك وعقلك ووجهك!، وأما صلاة الملائكة على المؤمنين فهي كصلاة النبي على المؤمنين أي بالاستغفار لهم والدعاء لهم بالرحمة والتثبيت والفوز بالجنة كما في قوله تعالى لنبيه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة: 103)، وهكذا فإن الجامع بين هذه المعاني في طبيعة وهيئة وكيفية الصلاة هو أنها نوع ((من التواصل والاتصال الروحاني الذي يقوي "الصلة الروحانية"(*) بين الله وعباده، وبين العباد وربهم، وبين العباد ومن يحبونهم من عباد الله الآخرين))، وأيا كان مفهوم ومعنى صلاة الله وملائكته على عباده فإنني أسأله تعالى لي ولوالدي وولدي وزوجي ولكل أحبابي واقربائي واصدقائي ولكم جميعاً أن يصلى علينا هو وملائكته في الملأ الاعلى صلوات دائمة ليخرجنا من الظلمات إلى النور حتى نلقى وجهه الكريم، وأن يكون هذا اللقاء العظيم الجليل هو أسعد أيامنا منذ أوجدنا الله من العدم، فلا نحزن ولا نخاف من بعده ولا نشقى ابداً..... آمين.

أخوكم المحب

سليم نصر الرقعي

(*) أقصد بعبارة (الصلة الروحية) هنا هي صلة المحبة والمودة والنصرة والولاء التام بين الواصل والموصول!، حيث كلما زاد التواصل بينهما زادت قوة الولاء والارتباط بينهما!.