لِيبِيَّا .. رُؤَى مُتَنَافِسَةُ عِنْدَ اللَّحْظَاتِ الْأَخِيرَةِ لإطراف النِّزَاعَ
يَجْرِي فِي هَذِهِ الْفَتَرَةُ سُبَّاقٌ فِي تَقَاسُمِ السُّلْطَةِ وَالثَّرْوَةِ اللِّيبِيَّةِ وَتَشْكِيلِ رُؤَى مُتَنَافِسَةِ تَعْمَلُ عَلَى اِسْتِبْيَانِ الْمَرْحَلَةِ السِّيَاسِيَّةِ الْقَادِمَةِ مَعَ بروزِ نَمُوذَجِ جَديدٍ فِي بَالِغُ الْأهَمِّيَّةِ لِصِرَاعِ دَامٍ سنوَاتٍ لِإِعَادَةِ اِسْتَقَرَّ الدَّوْلَةُ اللِّيبِيَّةُ.
هَلْ يَسْتَطِيعُ الْعَالِمُ صَانِعُ الْقَرَارِ السِّيَاسِيِّ عَبْرَ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ وَالْبَعْثَةِ الْخَاصَّةَ إِلَى لِيبْيَا أَنَّ يُعِيدُ الْاِسْتِقْرَارُ فِي لِيبْيَا ؟ عَلَى أَنَّ يُوجَدُ هُنَالِكَ آرَاءٌ وَوَجْهَاتُ نَظَرِ مَبْنَيَةٍ عَلَى مَا يُخَدِّمُ فِئَةُ دُونَ الْحَاجَةِ إِلَى الْأُخْرَى لِلْحَلِّ السِّيَاسِيِّ دُونَ التَّوَجُّهِ إِلَى الْحَلِّ الْعَسْكَرِيِّ.
الْحَلُّ السِّيَاسِيُّ كَانَ يَجِبُ أَْنْ يَكُونُ تَحْتَ رِعَايَةِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ دَعَّمَ الْجُهُودُ الْمَبْذُولَةُ لِتَنْفِيذِ خَرِيطَةِ الطَّرِيقِ الَّتِي وَضْعِهَا مَبْعُوثَ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ السَّيِّدِ غَسَّانَ سَلَاَمَةٍ، نَشَاطَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ لِلتَّأْثِيرِ عَلَى بَعْضِ الإطراف فِي خَوْضِ الْاِنْتِقَالِ السُّلَّمِيِّ وَالدِّيمُقْرَاطِيِّ الْمَدَنِيِّ السِّيَاسِيِّ.
حَلٌّ يَعْمَلُ عَلَى تَوَاصُلِ الْأَطْرَافِ الْمُتَنَازِعَةِ فِي مَا بَيْنَهَا وَإِنَّهَا الْحَرْبُ الْأَهْلِيَّةُ الَّتِي دَخِلَتْ مَرْحَلَتُهَا الثَّالِثَةُ بَعْدَ سُقُوطِ النِّظَامِ السَّابِقِ فَكَانَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ تَصَادُمِ مُسَلَّحِ وَالْاِبْتِعَادِ عَنِ التَّسْوِيَةِ السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي أَصْبَحَتِ الْيَوْمُ مُعَادَلَةَ سِيَاسِيَّةَ صُفْرِيَّةٍ.
مَرْحَلَةٌ تَوْصُفُ بِمَرْحَلَةِ الشَّتْمِ وَالتَّنْدِيدِ مِنْ طَرَفٍ عَلَى الطَّرَفِ الْأُخَرَ وَنُعُوتَ وَهُجُومَ كَلَاَمِيَّةَ وَمُحَاوَلَاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ هُجُومِيَّةٍ وَدِفَاعِيَّةٍ فِي حَرْبِ أَهْلِيَّةِ فَاشِلَةِ وَالْاِبْتِعَادِ عَنْ طَرِيقِ الْمُؤْتَمَرِ الْوَطَنِيِّ اللِّيبِيِّ الْجَامِعِ الَّذِي يَعْمَلُ الْآنَ عَلَى إيقاف الْحَرْبَ الْأهْلِيَّةَ الْقَائِمَةَ الْيَوْمَ فِي لِيبْيَا.
تَضُعِ الْقُوَى الْإِقْلِيمِيَّةُ وَالدَّوْلِيَّةُ ثَقَّلَهَا بِالْكَامِلِ عَلَى خُطَطِ تَعْمَلُ عَلَى تَحْوِيلِ مَنَاطِقِ الْأَزْمَاتِ وَمَنْ بَيْنَهَا الدَّوْلَةَ اللِّيبِيَّةَ المثقوبة سِيَاسِيًّا بِحَرْبِ أهْلِيَّةٍ بِالْوِكَالَةِ فِي خُطُوطِ تَعْمَلُ عَلَى إِعَادَةِ الْهَيَاكِلِ السِّيَاسِيَّةِ الَّتِي تَمِّ الْاِعْتِرَافِ بِوُجُودِهَا شَرْعِيًّا.
بَيْنَمَا يُطَالِبُ وَزِيرُ خَارِجِيَّةُ حُكُومَةِ الْوِفَاقِ الْوَطَنِيِّ مُحَمَّدَ الطَّاهِرِ سَيَّالَةَ نَظِيرِهِ الايطالي إينزو موافيرو ميلانيزي تَوْحِيدَ الصَّفِّ وَإِعَادَةِ الْمَوْقِفِ الأوربي مِنَ الْعُدْوَانِ عَلَى الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ مِنْ قَبْلَ قُوَّاتِ الْجِنِرَالِ خَلِيفَةَ حفتر إِلَّا أَنَّ الْاِتِّحَادَ الأوربي فِي بِبرُوكْسِلِ يُؤَكِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ وَقْفٍ أَطَلَاَقَ النَّارِ وَتُؤَكِّدُ أَيْضًا مِرَارًا وَتَكْرَارًا عَلَى أَنَّ الْحَلَّ لَابِدُ أَنْ يَكُونُ سِيَاسِيًّا وَلَيْسَ عَسْكَريا بَيْنَ الْأَطْرَافِ اللِّيبِيَّةِ الْمُتَنَازِعَةِ.
لَكِنَّ فَرَنْسَا قَدِ اِتَّخَذَتْ مُوقِفَا أُخَرِ إِزَاءَ الْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ بِمَنْعِ إعْلَاَنِ بَيَانِ الْاِتِّحَادِ الأوربي بِشَأْنِ وَقْفِ الْهُجُومِ عَلَى الْعَاصِمَةِ اللِّيبِيَّةِ طَرَابُلُسَ الَّذِي يُقَوِّدُهَا الْجِنِرَالُ خَلِيفَةَ حفتر وَبِأَنَّ الْهُجُومَ يُعَرِّضُ السُّكَّانُ الْمَدَنِيِّينَ لِلْخَطَرِ وَتَعْطِيلِ الْعَمَلِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ.
وَمِنْ هُنَا نَرَى حَقِيقَةَ الرُّؤَى الْمُتَنَافِسَةِ عَلَى الْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ بَيْنَ الْمِنْطَقَةِ الْغَرْبِيَّةِ وَالشَّرْقِيَّةِ عَلَى أَنَّ لَا تَلْتَقِطْ عَلَى خَارِطَةِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَعَدَّهَا غَسَّانُ سَلَاَمَةٍ مِمَّا وَضُعْتُ عَلَى حُدودِ التَّنَافُسِ بَيْنَ الْأَطْرَافِ السِّيَاسِيَّةِ الْمُتَنَازِعِ عَلَى السُّلْطَةِ وَالثَّوْرَةِ وَالسِّلَاَحِ الَّتِي أَصَحِبَتْ وَاسِعَةٌ لِلنَّافِسِ.
لِيبِيَّا أَصْبَحَتِ الْيَوْمُ مُهَدَّدَةَ بَعْدَ تَعْطِيلِ الْعَمَلِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْخُرُوجِ مِنَ النَّهْجِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ الْحَقِيقِيِّ فِي بِنَاءِ الدَّوْلَةِ الْمَدَنِيَّةِ الْحَديثَةِ الْمُنْبَثِقَةِ مِنْ إلْيَةِ الدُّسْتُورِ اللِّيبِيِّ الشَّرْعِيِّ لِيَزِيدُ التَّصْعِيدُ بَيْنَ الطَّرِفِينَ عَوَاقِبَ وَخَيْمَةً عَلَى الْبِلَادِ وَالْمِنْطَقَةِ بِأَسْرِهَا، بِمَا فِي ذَالِكَ جُمْهُورِيَّةَ مِصْرِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْجُمْهُورِيَّةِ التّونِسِيَّةِ مِنْ تَهْدِيدِ الْإِرْهَابِ وَالتَّطَرُّفِ.
لَا يُوجَدُ هُنَالِكَ أَيُّ بَرْنَامَجِ وَاضِحِ يُلَفِّتُ الْاِنْتِبَاهُ بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَسَارِ التَّفَاوُضِيِّ يَضْغَطُ بِعَمَلِ مُكَثَّفِ وَمُوَحَّدِ حَوْلَ غُمُوضِ الْقَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ، وَعَدَمَ وُجُودِ طَرْحِ وَحَلِّ دَاخِلِيِّ مَنْ قُوَى الصِّرَاعِ عَلَى السَّاحَةِ السِّيَاسِيَّةِ بَيْنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فِي الْاِنْتِقَالِ السُّلَّمِيِّ.
لَكِنَّ الْإِطَارَ السِّيَاسِيَّ وَتَجَنُّبَ الْمَزِيدِ مِنَ التَّصْعِيدَاتُ الْعَسْكَرِيَّةُ مَزَالَّ مَفْتُوحَ بَيْنَ الطَّرِفِينَ الْمُتَنَازِعِينَ لِيُغَطِّي نِطَاقَا جُغْرَافِيَّا وَاسِعَةَ مُؤَكِّدِينَ عَلَى وَحْدَةِ الْبِلَادِ تَشْمُلُ الْأَمْنُ وَالسُّلَّامُ وَالْاِنْتِقَالُ السُّلَّمِيُّ إِلَى الدَّوْلَةِ الْمَدِينَةِ الَّتِي يَنْشُدُهَا طَرَفَيْنِ النِّزَاعَ
إِنَّ الْعَمَلَ السِّيَاسِيَّ الْجَادَّ فِي ضَوْءِ التَّطَوُّرَاتِ ذاتها مِنَ الْعَمَلِ الْعَسْكَرِيِّ لَا يَعْمَلُ عَلَى تَقَارُبِ الطَّرِفِينَ الْمُتَنَازِعِينَ بِقُوَّةِ السِّلَاَحِ وَالْعَمَلِ عَلَى وَقْفِ إِطْلَاقِ النَّارِ وَاِحْتِرَامِ الطُّرَفَيْنِ الْوُجُودِيِّ الَّذِي يَحُدُّ مِنَ اِزْدِيَادِ الْعُنْفِ وَدُعُمِ الْجُهُودِ الْأُمَمِيَّةِ السَّاعِيَّةِ إِلَى حَلِّ النِّزَاعِ فِي الْبِلَادِ
وَلَوْ طَرَحَنَا فِكْرَةُ بَسيطَةُ وَمُخْتَصَرَةٌ عَلَى الصِّرَاعِ فِي لِيبْيَا وَلََجُدْنَا أَنَّ الْعَمَلَ السِّيَاسِيَّ لَمْ يَكْوُنَّ عَلَى ثَوَابِتِ فَكُرِيَّةٍ دُسْتُورِيَّةٍ تَعْمَلُ عَلَى تَمْثيلِ تَيَّارِ فَاعِلِ فِي نَهْضَةِ الدُّوَلِ اللِّيبِيَّةِ، لَكِنَّهُ كَانَ خَارِجُ دَوَائِرِ الْحُكْمِ الدُّسْتُورِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ
لَكِنَّ يَبْقَى الْعَامِلُ وَالسَّبَبُ الأهم فِي لِيبْيَا التَّعْقِيدَاتِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالْاِقْتِصَادِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي تَرْكِهَا النَّظَّامِ الْجَمَاهِيرِيَّةَ اللِّيبِيَّةَ السَّابِقَ لِيُعَزِّزُ مِنَ اِسْتِمْرَارِيَّةِ الصِّرَاعِ عَلَى السُّلْطَةِ وَالثَّوْرَةِ وَالسِّلَاَحِ، وَكَذَا الثَّوْرَةِ الشَّعْبِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ الَّتِي أَطَاحَتْ بِالْقَيْدِ مُعَمَّرَ الْقَذَّافِيِّ
بِقَلَمِ / رَمْزَي حَلِيمُ مفراكس