هونك يا صديقي هونك ..

أسؤالك يستحق كل هذا أم أنت ماذا كنت لترى في عيني !!

حسنًا:
لم عليك أن تسألني عن الخذلان في الحب
لمَ أرى الأسى والألم في عينيك عند إذ
وكأنني إن خُذلت في الحب سأُحبس في
سراديب المرارة!!
لمَ تشعر بأني أن بكيت ذلك يعني
بأن بكائي بفعل فاعل غرس في أوردتي
مخالبه ثم رحل تاركًا إياها تنزف!

عندما تسألني تتصاعد أنفاسك للأعلى
ويخفق قلبك بشدة خوفًا من أن أخذل
من حبيب أو صاحب وأن يهجرني أخ
ويغدر بي قريب، وللحظة ليست متوقعة
تعلم بأن جرحي المنبثق النازف ليس إلا
بسبب موت شخصًا ما كما تظن ولست
بمدرك بأن الحياة تلاشت ألوانها في عيني
عند موته ؛ ثم ها أنت ترد إليك أنفاسك
ويهدأ نبض قلبك المرتعب وكأنك
أطمأننت ..

لمَ لم تواسيني في فقد ميت وكأن الأحياء
هم من ماتوا !!
لمَ لا تدرك بأني قابعة بين سكون المقابر
ووحشتها واقفة أجر النحيب المحبوس
في جدران أوردة حنجرتي أنتظر صوتًا
كنت أحيا بسماعه ووجهًا كنت أراهُ طيلة
يومي ، ضحكةً كنت أضطجر من رنينها
في أذني وعينان نامت ولم تستيقظ..

لمَ لا تحتضن معي ألمي أو نسكن خلف
جدران المقابر سويًا نخط عليها تفاصيل
الأيام الخالية منهم وصورهم المعكوسة
على الأرض الممطورة وكيف لقطرة
صغيرة تسقط وتتلاشى تلك الملامح ..

عش معي لحظات أول يوم فقد ، عش
معي إنهيار المسكن وكيف لعشرون عام
تنتهي وكأنها لم تكن..
جرب حبس دمعك وكأنك محبوس
الأنفاس تحت قاع بحر عميق .
تأمل كيف الحياة الواسعة للحظة صغرت
وأصبحت نقطة لا تُرا إلا بالعين المجردة
والقطعة البيضاء الملتفة والجسد
المتخشب أمامك.

حسنًا دعك من هذا..
فقط استشعر بأن من فارقك سيبات تلك
الليلة لوحدهِ بين سكون القبور ووحشة المكان!
ثم بعد ذلك اسألني عن الفقد .