مصر ستتعرض لإبادة جماعية
بقلم اسعد عبد الله عبد علي
العالم الغربي يهتم كثيرا, بالدراسات المستقبلية, محاولا من ألان وضع حلول, للمشاكل التي يتنبأ بحصولها مستقبلا, من جهة أخرى, هو يضع استراتيجيات لما يريد, وتصميم على الفعل المتدرج, مع توقع ما قد يواجهه من عقبات, فيضع لها بدائل, حتى وصول الهدف المنشود, وليس غريبا أن تخرج تسريبات, عن شكل المستقبل لمناطق معينة, بحسب الرؤية الغربية, ونشر تلك التنبؤات, لأنها تكون تسريبات هادفة, لتحقيق شيء ما, تسعى العقلية الغربية لتحقيقها, فلا مكان للصدفة في عملهم.
نشرت صحيفة (( واشنطن بوست)) الأمريكية تقرير, لمركز أبحاث أمريكي (مركز سكيجودت لمنع الإبادة الجماعية), يشير إلى أن شعوب بعض البلدان في العالم, ستكون معرضة لخطر القتل الجماعي, ومن بينها مصر! التي أتت في المركز الرابع على اللائحة, بينما خرجت من القائمة, العديد من الدول التي يسودها العنف, على رأسها العراق وسوريا!
مصر ألان شبه مستقرة, وحالها في تحسن, فقط منطقة سيناء, هي التي تشهد بعض العنف, النظام السياسي المولود من رحم العسكر, فرض نفسه بالقوة, لكن أشارات التقرير هادفة لزرع فتنة, بين المسيح والمسلمين, باعتبار مفرد ( شعوب بعض بلدان المنطقة) والتي إذا عنيت مصر, فلا تعني غير المسيحيين, وسوف يتلقى الفكرة مسيحيو مصر برعب كبير, بعد أربع سنوات من الأحداث الجسيمة, التي قادها تنظيم الأخوان والجماعات المتطرفة بحقهم, أذن الهدف الأول زرع الخوف, عند المسيحيين في مصر.
الهدف الثاني, نوع من الضغط على مصر, باعتبار تقاربها الأخير مع الروس, فيأتي التقرير ليذكرهم بإمكانيات الأمريكان, وفي تحويل حياتهم إلى جحيم, عبر افتراض حصول فاجعة مستقبلية, لآلاف المصريين, كنوع من التحذير الشديد, لتصحيح المسار بما يناسب واشنطن, وإلا تحركت أفواج الظلام, لتحيل هدوء الحاضر المصري, إلى جحيم مستقبلي.
مع أهمية أدراك قدرة أمريكا, على صنع الفاجعة, بما تملك من أوراق مصرية وإقليمية, تساعدها على تحويل تنبؤاتها إلى حقيقة.
تجاهل التقرير بشكل ملحوظ, الإشارة إلى سوريا والعراق وليبيا, حيث تتضخم جرائم تنظيم داعش مما أدى لفرار مئات الآلاف من هذه البلدان, وهو ما وصفه الكثير من قادة العالم, بجريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب, هذا التجاهل غريب, وبعيد عن المنطق, فالعراق مازال يعيش حرب مع تنظيم داعش, وعلى جغرافيا واسعة, مع نزوح مئات الآلاف, وكذلك سوريا, فداعش يسيطر على 50% من الأرض السورية, وفعل الفجائع أين ما حل, أما ليبيا فكل شهر تحصل مصيبة, وعمليات القتل والتهجير مستمرة, بسبب قوة الإرهابيين والمتطرفين.
كل هذا أهمله التقرير, لأنها حاليا لا تمثل تهديد للسياسة الأمريكية, فهي بلدان غارقة بالمشاكل, لكن كان هدفه تنبيه المصريين على أخطائهم الحالية.
في نهاية التقرير, تكلم عن أن نتائجه استندت, على تقييم نماذج الخاصة بالمخاطر الإحصائية,التي صممها علماء السياسة, بالإضافة لاستطلاعات الرأي, التي تضمن جمع من الخبراء الإقليميين, لكن الغريب في التقرير, أنها لم توضح هذه الإحصائيات, مما شكل فجوة كبيرة لمصداقية التقرير.
اعتقد أن على المصريين ألان, التنبه والحذر الشديد, للجبهة الداخلية, مع محاولة تجفيف روافد الإرهاب, المرتبطة بالسعودية وقطر والأمارات, وألا حصلت تنبؤات واشنطن.