دقات قلبي تتزايد ..

أنفاسي تتقطع، تكاد أن تختفي ..

صوتي أصبح غير مسموعاً ..

- تصور أنه كان لديك عشرة أبناء، قد رُزقت بهم على كِبر وأنت رجلاً هِرم وأصبحت شيخاً ..

- ثم ماتوا جميعهم الواحد تلو الآخر، وفي يوم ما وأنت قد يأست وقد بلغت منك المآسي والشقاء و الآلام و الجروح، واكلت منك الهموم، وبكيت، حتى أصبحت لا تشعر بقيمة الحياة بعد رحيلهم ..

- وفي يوم غير متوقع، تهل عليك البشائر ..

"مبارك عليك لقد رزُقت بطفل جديد، حياة جديدة، أمل جديد، وفرح غير مسبوق"

ربيت طفلك هذا بين احضانك عِشت معه البراءة و احلامكما البسيطة، علمته أن يصبح قوياً، حتى بلغ شبابه، أتكئت عليه، وكأنه عصاك، ألقيت بكل اثقالك عليه وكأنه حَمّالُك ازددت أنت تعلقاً، تشبثت به وكأنه أملك الاخير وهو كذلك .. وكأنه حياتك المتبقية وهو أيضاً كذلك، حتى أنك نسيت يوماً أنه قد كان عندك عشرة أبناء غيره.

وفي يوم عاصف غير ذي مُنذر، تدق الأجراس وتتهافت الأصوات، وتسمع حفيف الاقدام على الرمال، وركض الرجال و النساء المخيف حتى أن صوت الرياح قد بدأ مسموعاً اليوم،

يا اله السماء كما لو أن هناك كارثة قد وقعت .

"عزائنا لك .. لقد قُتل ابنك اليوم غدراً "

تهوى خاراً على الأرض، ساقاك لا يستطيعان حملك، حتى أنك لا تقوى الصريخ و العويل، من هول ما سمعت تتمنى لو انك كنت في عالم آخر ويأتيك أحدهم ويقول لك أخرج من هنا فهذا الأمر لا يعنيك ولا يمُسك .

تحاول أنت تقف، فتسقط، تحاول أن تجثي على ركبتك على الأقل، ف تسقط ..

ف تحبي تود أن ترى الحقيقة، ولكنك تسقط مغشياً عليك من هول ما رأيت، تتوقف نبضات قلبك ف تُفارق الحياة.

"ماذا لو أن كل يوم يسقطٌ منا حلماً ؟"